بسم الله الرحمن الرحيم :-
للأسف أصبح الناس غير الناس حتى القيم ضاعت وانتشرت الفتن ودُمرت البلدان وأزهقت الأرواح بغير وجه حق
فلماذا يحصل كل هذا ؟! هل العيب فينا أم في هذا الزمان ؟!
وقد أجاب الشاعر في بيتٍ شعري قائلاً:-
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا
وما بزماننا عيبُ سوانا
وأنا الآن سأحاول كتابة بعض الكلمات النثرية عن ذلك :-
ياللأسف أسير في النهار
وتخبرني بعض ُ الأقوال
هل أمشي في الليل أم في النهار ؟!
فأحتار في السؤال
فيهمس أحدٌ في أذني
قائلاً:إنظر إلى ما حولك
فرأيتٌ مالم أودُ رؤيته
رأيتٌ ظلامٌ يتبعه ظلام
فظللت أستغربُ حتى
سألتٌ شيخاٌ كان جواري
فقال :للأسف هذه نهايةُ الزمان
اندثرت الأخلاق وفني الأيمان
حتى شُلت كل الجوارح
فلا عينٌ تدمع ولا قلبٌ يخشع
حتى العقول ٌ انظفأت
وانعكس سوادُ القلب على النهار
فأصبح نهاراً مظلماً
فظللت أبكي حتى نفذ الدمع من عيني
وحل َّ الحزنُ على قلبي
فالوالد يقتل إبنهُ والولد يضربُ والدهُ
والشبابُ يغتصبُ الطفولة والإرهاب يسلب الأرواح
والواقع يفرضُ نفسه
ونحن نمشي في الطريق
فاجأتنا سيول ًجارفةً
فانطلقنا إلى مصدرها
فوقفنا وكان ثلج جمدنا
من شدة هولَ َ المنظر
ألا والناس بلا أرواح
والأجساد مصفرةُ الألوان
وفاجئني طفلاٌ يحضنني
قائلاً :قتلوا أبي وأمي وأخواني
الدماءٌ تسيل ُ منهم أنقذيهم
أدخلتُ يدي جيبي وبدأتُ أفتشُ تلفوني
وطلبتُ أقرب مشفى مركز أمني
حاولنا مساعدتهم
فرأيتُ الكل محتضرٌ
فسألتُ الطفل ماذا حصل؟!
فأجاب والدمع يرقرق عينيه
كنا مشغولين بأعملنا وفجأة
جاة مجموعةُ أشرار
يلبسون ملابس قتال
درع وسلاح وقنابل
وظلت أراقب الموقف مرتعباً
من على بعد أمتار
فصراخٌ ورصاص ودماء
ونساءٌ تنتهكُ أمامي
أطفالٌ تسلبُ طفولتهم
وشيوخ ضعفاء أمامهم
وبعد أن صارت الدنيا خراب
وقد نهبوا كل رخيص ٍ وغال ً
ومكانٌ غارقٌ في
بحرٌ من الشهداء والدماء
فترقبتُ الموقف حتى
خلي المكان من الأشرار
وذهبتُ أجري نحو أمي
اتسمع نبضها فوجدتها
تعيش آخر لحظاتها
وصرختُ بأعلى صوتي أميييي
أسرعتُ إلى أبي فوجدته
يلتقط أنفاسه الأخيرة
قائلاً لي :إهرب يا ولدي إهرب
وذهبت ساحباً جسدي نحو أخي
فوجدتُ ملامحه طمست
فظللتُ أبكي في صمتٍ
مختنقاً خوفَ الإشرارِ
فرأيتُ أناس ٌ يقتربون
يبكون من هذا الإجرام
فأدركت ُ أنكم ما جاء لينقذني
وجريتُ نحوك أحتضنك
# الجيلاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب