شخصٌ سِرِّي
اااااااااااااااااا
.
شَخْصٌ مُسْتَخْفٍ في صَدْرِي
لا أحسُبُهُ شَيْئًا فِطْرِي
حَالٌ ، لا حَوْلٌ يُظْهِرِهُ
أمْرٌ في أمْرٍ مِنْ أمْرِي !
فَلَهُ رَوضٌ ، ولَهُ نَهْرٌ
عَطِرٌ يَنْسَابُ على ثَغْرِي
ولَهُ مَا في هَذِي الدُّنْيَا
من أشْوَاقٍ وهَوَىً حَصْرِي
ولَهُ كأسٌ يَغْلِي بُنًّا
يَلتَاعُ لِجَرَّتِهِ سُكْرِي
ولَهُ مَا لا أذْنٌ سَمِعَتْ
ولَهُ مَا لا عَيْنٌ تُغْرِي
شَخْصٌ مَا نَمَّ بِهِ إلَّا
شِعْرِي وعُرُوجٌ بِالفِكْرِ .
.
فَلِشَوقِي أسْئلَةٌ حَيْرَى
لجَوابٍ غَابَ بِلا عُذْرِ
نَفْسِي ، وسَنَا الزُّلفَى ، ودُجَىً
في عَيْنِ البَحْثِ عن الطُّهْرِ
"عثمانُ" وموسِيقَى المَعنَى
شَطرَانِ ، ولكن من شَطْرِي ؟
رَأسِي.. والسَّاجِدُ أسْئلتِي
شِعْرِي.. والزَّاجِلُ بِي قُمْرِي
قَلبِي.. والصَّبْوَةُ قَالَبُهُ
عُمْرِي.. والحَيْرَةُ من صُغْرِي
حُلمِي.. والنَّارُ مَدَارِجُهُ
جُرْحِي.. والبَلسَمُ من غَدْرِ
دَارِي.. والخَنْدَقُ مُشْتَعِلٌ
يُذْكِي الأنصَارَ بلا نَصْرِ
شَكِّي.. ويُفَسِّرُ آيَتَهُ :
مَا طَارَ وطَابَعَهُ بَحْرِي
مَن سَادَ وأنْسَنَ ظَاهِرَهُ
ومُنَاهُ يَدُ العَطَشِ الجَمْرِي
من سَلَّ رِصَاصَةَ قَابِيلٍ
ورَمَى هَابِيلَ كَمَا الصَّقْرِ
وبَنَى كَي يَبْلغَ أسبَابًا
طيشًا يَتََطَاولُ في جُحْرِ .
.
ويُفَسِّرُ آيَتَهُ أيْضًا :
من صَامَ ليَحْلمَ بالتَّمْرِ
مَن هَانَ وذَلَّ ، وغَايَتُهُ
تَعُلُو الأوطَانُ مَدَى الدَّهْرِ
من بَاتَ يُصَلِّي مُجتَهِدًا
وسُجُودُ مُنَاهُ بَلا بِشْرِ
من غَابَ سُطُوعًا في بَلَدٍ
والشَّمْسُ يَدَاهُ على السَّطْرِ
إن عَاشَ بِجُوعٍ أو خَوفٍ
كُسِرَتْ دُنيَاهُ مِنَ الخَصْرِ
أو مَاتَ بِذَنْبٍ ذِي رَحِمٍ
يَستَوحِدُهُ شَبَحُ القَبْرِ .
.
ماذا وتؤرِّقُنِي ماذا
تحتاجُ لهَا فَهْمًا جَذْرِي
مَاذَا ويَطِلُّ بِهَا فَهْمٌ
رَسِّيُّ.. كُوفِيٌّ.. بَصْرِي !
يَتَفَلسَفُ يَبْحثُ في المَاضِي
ونَتَاجُ الآتِ على الصِّفْرِ
يَلقَى.. ويُلاقِي.. بِتَلَقٍ !
فَيَقُولُ جِزَافًا لا يُمْرِي
كَرُقُودِ النَّقْلِ على طُهْرٍ
وذَهَابِ العَقْلِ بِلَا خَمْرِ
وفُسُوقِ جَوابٍ عَصْرِيٍّ
وسَمَا إلحَادٍ تَسْتَطْرِي .
.
ماذا في لجْلَجَةِ الفَتْوَى؟
فهمٌ لَن أفَهْمَه عُمْرِي
مَاذا في لَيْلِ عُروبَتِنَا ؟
فَهْمٌ لا يَغدو أو يَسْرِي
ماذا لِسِبَاقٍ نَفَّاثٍ ؟
فهمٌ بِعَصَا الرَّاوي يَجْرِي !
وعُيونُ المَالِ سَبَتْ ، ولنا
فٌهْمٌ يَتَوَرَّعُ بالفَقْرِ !
وجِهَامُ المَوتِ هَمَتْ ، ولنا
أقطَارٌ تُنْذَرُ للقَطْرِ ! .
.
ماذا وجَوَابٍي عن مَاذا
يَتَقَلَّبُ فَهْمًا كَالعَصْرِ
ماذا يُبْهِجُنِي يا قَلبِي
وعيٌ لا مِفْتَاحٌ سِرِّي
ماذا يُسْعِدُنِي يا وطَنِي
وعيٌ وهَوَاهُ هَوَىً عُذْرِي
ماذا في قُومِي من عَدْوَى
وعْيٌ لا قَدَرٌ يَسْتَشْرِي
ماذا في الفِتْنَةِ يا فِرَقًا
وعيٌ سِّرِّيٌّ لا جَهْرِي
ماذا في الحُبِّ بلا اسْتِثْنَا..
وعيٌ مِن مَّاءٍ ، مِن زَهْرِ
وعْيٌ تَنْسَابُ جَدَاولُهُ
كَجَدِيْلَةِ حَوَّا تَسْتَدْرِي
بِنَدَامِةِ أدَمَ يُولِعُنَا
بِنَعِيْمٍ القُرْبِ وبالخَفْرِ
يَفْتَرُّ بِعِشْقٍ جَمْعِيٍّ
ويُزَوِّجُ لَيْلَانَا بالفَجْرِ .
.
سَأقُولُ بِقَولٍ لَيْسَ لَهُ
شَبَهٌ مِنِّي أو من سِفْرِي
الشَّخصُ تَنَاسُخُ وجْدَانٍ
يَتَسَلْسَلُ مِنْ حَبْلٍ سُرُّي
والفَهْمُ هَوَىً ، والوَعْيُ هَوَىً
مَخُلُوقٌ مِنَّا يَسْتَبْرِي
مَخْلُوقٌ شَبَّ ليُطْفِئَنَا
أويُشْعِلَ كُوكَبُنَا الدُّرِي
نَجْمٌ هَادٍ لتَدفُّقِنَا
لنَشُّقَ طَرِيْقًا في الصَّخْرِ
طَيْرٌ لنِبُوءَةِ فِطْرَتِنَا
يَصْدَعُ بِالشِّعْرِ وبِالنَّثْرِ .
.
فأَدِر بِلِحَاظِكَ نَحَوكَ لا
تُلْهِ الخَلَواتَ بما يَجْرِي
واسْمَع مَعنَاكَ بلا ماذا
واربِطْ أقَمَارَكَ في النَّحْرِ
وانْظُرْ بِودَادِكَ مُحْتَفِيًا
فالنَّاسُ حَيَاتُكَ لَوْ تِدْرِي
والخَيْرُ كُرُوبَاتٌ تُجْنَى
والسُّعْدُ كْرومَاتُ الصَّبْرِ
والفِكْرُ طَرِيقٌ مُحْتَمَلٌ
والبِدْءُ سَواسِنُ مِن قَفْرِ
سَتَمُرُّ بِكَ الدُّنْيَا فَسَوا
ءٌ كُنتَ مُخَيَّرَ أو جَبْرِي .
عثمان المسوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب