الجمعة، 15 مايو 2020

فوق هامات الذرى بقلم الاستاذ بسام قبيطر

مقطع من قصيدة:
سِرُّ الْعِصْمَة..

فَوْقَ هَاٰمَاٰتِ الذُّرَىٰ !

أَإِلَى الْبَطْحَاٰءِ تَاٰقَتْ غُنْوَتِي
وَإِلَيْهَاٰ تَتَنَاٰهَىٰ صَبْوَتِي؟!

فَأَنَاٰ مُنْذُ الْأَنَاٰ كَاٰنَتْ مَعِي
لَمْ أَحِدْ عَنْ صَبْوَةٍ مَحْمُوْمَةِ

أَيْنَ كَاٰنَ الشِّعْرُ يَغْفُو قَبْلَهَاٰ؟
أَيْقَظَتْنِي فِي قَوَاٰفِي الْغَفْلَةِ

فَلِمَنْ كُنْتُ أُغَنِّي عَاٰبِثًا
فِي حِدَاٰءِ الدَّمْعَةِ الْمَسْفُوحَةِ؟!

غَاٰلَهَاٰ رُوحِي اسْتِهَاٰمٌ آسِرٌ
وَغَشَاٰهَا الْوَجْدُ فَرْطَ النَّشْوَةِ

نَكَأَتْ نَاٰيَاٰتُهَاٰ عِشْقًا طَغَىٰ
وَتَوَلَّتْ عَزْفَ آهٍ بُحَّتِ

أَيْنَ أَبْيَاٰتِي، تَعَاٰلَيْ وَاشْهَدِي
وَانْطِقِي بِالْحَقِّ أَوْ فَلْتُنْصِتِي؟!

كَاٰنَ وَجْدِي قَبْلَ نَجْوَاٰهَاٰ سُدًى
يَصْطَلِي دِفْئًا لَظَى الْغَيْبُوبَةِ

وَيْحَ نَفْسِي هَلْ خَبَاٰ قِيثَاٰرُهَاٰ
وَطَوَىٰ لَحْنِي مَضَاٰءُ اللَّوْعَةِ؟!

لَاٰ يَطِيبُ الْعُمْرُ إِلَّاٰ مَاٰ سَرَىٰ
مُوقِظًا حُلْمَ الرُّؤَى الْمَهْجُورَةِ

إنْ يَكُنْ شِعْرِي شَرِيْدًا قَبْلَهَاٰ
أَرْشَدَتْهُ فِي قَتَاٰمِ الدُّلْجَةِ

هِيَ رُوْحِي تَتَسَاٰمَىٰ عَبْقَرًا
فِي فِنَاٰءِ الْمُهْجَةِ الْمَجْرُوحَةِ

لاٰ تَسَلْنِي عَنْ هَوَاهَاٰ إِنَّنِي
أَقْرَأُ الْآنَ احْتِدَاٰمَ الْبَهْجَةِ

فَانْظُرُوا قَلْبِي يُنَاجِي نَخْلَهَاٰ
إِنَّ فِي الْأَعْذَاٰقِ سِحْرَ الْقُبْلَةِ

مِنْكِ لِلشَّاٰعِرِ طَوْقٌ زَاٰجِلٌ
فَحَرِيٌّ بِكِ أَلَّاٰ تَصْمُتِي

أَزِفَ الشَّوْقُ لِبَطْحَاٰءِ السَّنَاٰ
مُرْهِقًا بِالْعِشْقِ جَذْرَ النَّبْتَةِ

بَلِّغِي الصَّحْبَ انْتِسَاٰبِي نَاٰصِعًا 
فَعَسَىٰ أَرْقَىٰ لِهٰذِي الصُّحْبَةِ

فَضِفَاٰفُ الْعُمْرِ أَشْقَاٰهَا الضَّنَىٰ
وَاسْتَقَلَّتْ وَعْدَ طِيبِ الرُّفْقَةِ

فَارْفَعِينِي فَوْقَ هَاٰمَاٰتِ الذُّرَىٰ
وَانْشُلِينِي مِنْ أَقَاٰصِي وَهْدَتِي

وَاحْمِلِي جُرْحِي وَأَلْقِيْهِ بِهَاٰ
فَبِهَاٰ يَلْقَىٰ شِفَاٰءَ الرُّقْيَةِ

وَخُذِي عُمْرِي وَمَاٰ مِنْهُ بَقَىٰ
وَازْرَعِينِي حَيْثُ غَاٰصَتْ مُنْيَتِي

وَانْقُشِينِي فِي ثَرَاٰهَاٰ وَارْحَلِي
فَلَهَاٰ، تَاللهِ، تَعْنُو هَاٰمَتِي

شَرِقَ الْعُمْرُ بِآمَاٰلِي وَبِي
فَإِذَا الْبَطْحَاٰءُ أَقْصَىٰ رَغْبَتِي

تِلْكَ أَحْوَاٰلِي أَتَتْهَاٰ تَشْتَكِي
دَهْشَةَ الرُّوحِ مِنَ الشَّيْخُوخَةِ

فَتَسَاٰقَتْ وَالرَّجَاٰ كَأْسَ الْمُنَىٰ
وَانْبَرَتْ تَحْدُو رِكَاٰبَ الْهِجْرَةِ

وَبَدَتْ مِثْلَ الَّذِي مَاٰلَتْ بِهِ
رِعْشَةٌ فِي حَضْرَةٍ صُوفِيَّةِ

مِثْلَ دَرْوِيشٍ فَقِيرٍ عَاٰرِفٍ
هَاٰئِمٍ فِي حَلْقَةٍ مَحْمُودَةِ

فَاٰضَ عِشْقًا وَاشْتِيَاٰقًا كُلَّمَاٰ
دَاٰرَ وَالتَفَّ بِوَسْطِ الْحَلْقَةِ

وَغَدَتْ مِنْ عِشْقِهَاٰ فِي نَشْوَةٍ
أَيْنَ مِنْهَاٰ عَاٰشِقٌ فِي الْحَضْرَةِ..؟!!

وَأَفَاٰقَتْ مِنْ عَيَاٰءٍ عَاٰبِرٍ
وَمَشَتْ فِي سَعْيِهَاٰ فِي حَبْرَةِ

إِنْ تَناٰدَمْنَا سُهَاٰدًا شَاٰهِدًا
يَخْطِفِ النَّوْمَ ارْتِعَاٰشُ اللَّحْظَةِ

أَوْ تَوَسَّلْنَاٰ دُعَاٰءً بَاٰكِيًا
يَعْدِلِ الْعُذْرَ احْتِضَاٰرُ الدَّمْعَةِ

ذِكْرُهَاٰ بَدْرٌ مَتَىٰ لَيْلٌ دَجَىٰ
فَرْقَدٌ إِصْبَاٰحُ تِلْكَ الدُّرَّةِ

فَدَعَاٰ شَوْقِي لَهَاٰ دَاٰعِي السُّرَىٰ
قَصْدَ رَوْضِ النُّورِ، مَهْدِ الْعِتْرَةِ

لَوَّعَ الْمُشْتَاٰقَ أَطْيَاٰفٌ بَدَتْ
وَالثَّنَاٰيَاٰ تَكْتَوِي بِالْغُصَّةِ

فَتَنَاٰدَتْ كُلُّ أَحْدَاٰقِي لَهَاٰ
تَتَغَنَّىٰ بِبَهَاٰءِ الرُّؤيَةِ

يُبْهِرُ الْآلُ انْتَشَىٰ فِي لَمْعِهِ
مِثْلَ مَاٰءِ السَّاٰقِيَاٰتِ الْغَضَّةِ

يَاٰ سَرَاٰبَ الذَّاٰتِ أَسْعِفْ ظَاٰمِئًا
أَيْنَهَا الْأَمْواٰهُ تَرْوِي مُهْجَتِي؟!

مَاٰلَ يَغْدُو قَد تَثَنَّىٰ جَاٰرِيًا
فَارْتَوَتْ نَفْسِي بِحُسْنِ الرَّقْصَةِ

أَطْرَبَتْ رُوحِي وَعَيْنِي، هَاكَهَاٰ  
فِي مَدَى الْكُثْبانِ كُحْلَ الْمُقْلةِ!!

سَاٰئلُوا التَّاٰرِيخَ عَنْ وَاٰحَاٰتِهَاٰ
تَبْعَثُ الْبِيدُ ازْدِهَارَ الْبَسْمَةِ

وَانْشُدُوا فِيهَاٰ وَجِيبًا صَاٰفِيًا
لَمْ يَزَلْ نَبْضَ صَفَاٰءِ الْخُلَّةِ

زَمْزَمٌ شَهْدٌ رِضَابٌ قَرْقَفٌ
وِرْدُها بُرْءٌ كَمَاٰ فِي السُّنَّةِ

كُلُّ شِعْبٍ أُسْكِنَتْ أَرْجَاٰؤُهُ
مِنْ شَدَا الْأَلْحَاٰنِ زَهْوَ النَّغْمَةِ

هَاٰكُمُ أَكْنَاٰفَهَاٰ فواحةً
ضَوَّعَتْ بِالْمِسْكِ بُرْدَ النَّسْمَةِ

جَوُّهاٰ رَوْحٌ وَرَيْحَاٰنُ اللِّقَاٰ
جَاٰدَهُ الرَّحْمٰنُ، يَاٰ لَلرَّوْعَةِ!!

غَرَّدَ الْحَقُّ عَلَىٰ أَعْطَاٰفِهَاٰ
وَارْتَضَىٰ مِنْهَاٰ أَيَاٰدِيْهَاٰ الَّتِي ...

إِنْ تَغَاٰوَتْ وَانْتَشَتْ أَفْيَاٰؤُهَا
تُقْرِئِ الدُّنْيَاٰ نَقَاٰءَ النَّخْوَةِ

كَاٰنَتِ الْمَجْدَ اسْتَمَرَّتْ لَمْ تَزَلْ
لِلْهُدىٰ رَمْزًا لِسِرِّ الصَّحْوَةِ

وَلَعَمْرِي أَشْرَقَ الْحَقُّ بِهَاٰ
بَاٰسِطًا أَنْوَاٰرَ تِلْكَ الْبِعْثَةِ

فَسَقَى اللهُ فَيَاٰفِيكِ الَّتِي
عَصَبًا أَمْسَتْ بِطُهْرِ اللُّكْنَةِ

دَاٰرُ أَمْنٍ فِي مَرَاٰمِيهَا الْهُدَىٰ
لَيْسَ يُنْضَىٰ طِينُهَاٰ مِنْ قُوَّةِ

أَنْتِ زَاٰدِي، ضَوْعُ نَفْسِي، عِشْقُهَاٰ
عِشْقُ عَبْدٍ يَنْتَشِي مِنْ مِرَّةِ

أَنْتِ بَيْتُ اللهِ وَالْبَيْتُ اسْتَوَىٰ
قِبْلَةً تُرْسِي اجْتِبَاٰءَ الصِّبْغَةِ

كَعْبَةٌ شَمَّاٰءُ لَمَّتْ شَمْلَنَاٰ
وَارْتَضَاٰهَا اللهُ فَيْضَ المِنَّةِ

أَبْلَجَتْ مِعْراجَ قَوْمٍ فِي السَّمَاٰ
وَازْدَهَى الْعَدْلُ بِهَاٰ فِي نَهْضَةِ

سُنَنٌ تَمْتَدُّ فِي عَلْيَاٰئِهَاٰ
فِي ارْتِقَاٰءٍ صَاٰغَ بَعْثَ الْأُمَّةِ

حَاٰكَهَا التَّاٰرِيْخُ نَسْجًا مِنْ تُقَىٰ
أَسْكَنَ التَّقْوَىٰ جُفُونَ الْكِسْوَةِ

مَاٰ لَهَاٰ كُفْؤٌ وَلَاٰ مِثْلٌ وَلَاٰ
يَرْتَضِي الْحُسْنُ لَهَاٰ مِنْ ضَرَّةِ

فَابْتِدَاٰءً كَاٰنَ نُورًا هَدْيُهاٰ
وَانْتِهَاٰءً بَاٰتَ دِينَ الْعِزَّةِ!!
...

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *