الثلاثاء، 12 مايو 2020

ظلموا امي ام ظلموني بقلم سلطان معافى

قصيدة من ديوان مشاعر واحزان

(ظلموا أمي أم ظلموني)

صحيفة عاجل الإلكترونية
علي الجريبي
في جازان .. وفاة مواطنة أمضت ١٩ يوما تحت الملاحظة بحجة عدم توفر سرير ، فقلت:

(ظَلموا أمي أم ظَلموني)
(لِهَواني إذ هم قَتلوني)

لو كنتُ وجيهاً يا أمي
كانوا للقمةِ رَفعوني

ولأعطوني ما أتمنى
بمجردِ رنةِ (تلفونِ)

لكني أجهل يا أمي
أنظمةً مثل القانونِ

تركوكِ تموتين ببُطءٍ
وأنا أبقيتُكِ مفتوني

أين الحق لنا في بلدٍ
أُعطتْ من خيرٍ مكنونِ

في ذمةِ قائدِ مملكةٍ
بعد رعايةِ ربِّ الكونِ

(ظَلموا أمي أم ظَلموني)
(لِهواني إذ هم قتلوني)

فَلعلِّيِ أَحلُمُ في يومٍ
وأضمكِ أمي بعيوني

لكن تركوني يا أمي
وبآهاتي قد دفنوني

أمي سيحـاسبُهم ربي
في يومِ الوعدِ المضمونِ

لكنْ لن أتركَهُم أبداً
وسأجعلُ قَبركِ بجفوني

أمي  كُوني في فردوسٍ
حوريَّةَ قَصرٍ مَزيونِ

لتعيشي أحلاماً كبـرى
في جنةِ ربٍّ مَيمونِ

أمي لن أنساكِ مُحالٌ
أفأنسى غصنَ الزيتونِ

أسعدتِ طفولةَ أزماني
وملأتِ منَ السَّعدِ شُجوني

أبكيكِ  بلَيلِي ونهاري
يا نورَ حياتي وجنوني

فَسأجعلُ أرضي تَحكينا
في الناسِ ليُفضحَ فرعوني

يا أمي الموتُ لنا أشهى
من أرضٍ تهتكُ قانوني

لم تَحتَرِمِ الناسُ مُسِنَّاً
أو ترعى حقَّاً لشئوني

يا أمي سأبقى في عُمري
أدعو في ليلِي وسكوني

وإلهُ الكونِ سَيَسْمَعُني
والشمسُ ستُشرقُ في كَوني

وسَينتقمُ اللِّهُ لأُمِّ
رَحَلَتْ عنْ ظلمٍ مِن دوني

أبكيكِ أيا أمي أبكي
وتشيخُ مِن الحزنِ فُتُوني

سأزوركِ في صمتٍ ليلاً
وستشرقُ في الصبحِ لُحوني

فنجومُ الكونِ غداً تُرثي
قلبي وفؤادي وطعوني

أحضانُكِ يا أمي داري
بالموتِ رَموها ورَموني

ظلموك أيا أمي جَوراً
والعالمُ بالقهرِ بكوني

ونَسَوا يا أمي آلاماً
مِن بعدكِ تحيا ونسوني

ونسوا أحضاناً أسكُنُها
إهمالُ الموتِ على هُونِ

ماتتْ أنفاسُكِ يا أمي
وبِوَحلِ العالَمِ تركوني

أتنفسُ قهراً بركاناً
من جوفِ فؤادي المحزونِ

دفنوكِ أيا عمري عصراً
والآهُ بصدري المَحقونِ

أحضانُكِ يا أمي عُشَّاً
يبكيها طَيري الحَسُّوني

ودعتُكِ بالدمعِ الجاري
فالقلبُ يفورُ بِمَكنوني

فأنا ما زلتُ على أرضي
غصناً في جذعِ الليمونِ

أمي و أَشُدُّ بها أَزري
قد كنتِ لأمري هاروني

يا ناس  أعيدوا لي  أمي
لتشدَّ مع الريحِ غصوني

(ظلموا أمي أم ظلموني)
(لهواني إذ هم قتلوني)

جعلوني أفقدُ من كانتْ
تدعو بدعاءٍ يحييني

أمي مَن أرجو لرضاها
أن أشري الروحََ لِتَحدُوني

ماتت في عينيها شَكوى
وتعدى الحزنُ لهرموني

يا رب اغفر وارحم أمي
أدعوكَ وكُنْ ربي عَوني


سلطان محمد معافا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *