*من الارشيف*
.
((( وُحْشَةُ الإغترابِ )))
خوفٌ منَ اليأسِ أمْ طيفٌ منَ الأملِ
قدْ باتَ في الناسِ إذْ صاروا بلا عملِ
يمشيْ بِيَ العامُ تلوَ العامِ مُنجدلاً
إِنْ أَثقلَ الليلُ هَمَّ القلبِ بالعللِ
ليليْ ثلاثونَ عاماً عِشتُهُ كدراً
ما زِدْتُهُ النومَ إلَّا ٱزدادَ بالكسلِ
كمْ يلعقُ المرءُ في أحلامهِ عسلاً
فإنْ صحا جَرَّعَتْهُ المُـرِّ في العسلِ
تمضي علينا بناتُ الدهرِ مثقلةً
بالحملِ ما لم يُطْقْهُ كاهلُ الجَملِ
والشمسُ إنْ أَشرقتْ بالنورِ ساطعةً
شَعَّتْ علىٰ الشعبِ بالإعياءِ والكللِ
كمْ كنتُ أحلمُ فيْ أمنٍ وفيْ سعةٍ
داراً وعيشاً رغيداً مُنعمَ الفللِ !
حتىٰ إذا أشرقتْ شمسُ الضحىٰ وغدا
أطفالُنا لٱستباقِ العلمِ فيْ عجلِ
حيَّا التلاميذُ بالإنشادِ موطنَهمْ
تحيا بلاديْ بلا خوفٍ ولا وجلِ
وٱستزرعَ العلمَ في الطلابِ زارعُهُ
حتى كساهم به منْ أجملِ الحللِ
وٱستبشرَ الخيرُ فيْ أجواءِ عزَّتنا
إذْ فتَّحَ الوردُ في الأوجانِ للقُبَلِ
لمَّا رسمنا حماماتِ السلامِ علىٰ
جدرانِنا لَوَّنَتْهَا ريشةُ البطلِ
والحَبَّ ذو العصفِ والريحانِ نزرعُهُ
في السهلِ والبنُّ في الواديْ وفي الجبلِ
والعلمُ نلقاهُ منْ أشياخِ مسجدنا
فيْ كلِّ حينٍ بلا يأسٍ ولا مللِ
كمْ تُطربُ السمعَ أطيارُ الصباحِ علىٰ
سَجْعِ العصافيرِ والتغريدِ بالزَّجَلِ
كمْ ساهرُ العينِ يزهوْ فيْ ملابسِهِ
حتى غدا للتساميْ مضربَ المثلِ
نستقبلُ الطفلَ فيْ دكانِ حارتِنا
فنرسمُ الخيرَ في الخدَّينِ بالخجلِ
وننسجُ الضادَ فيْ حسناءِ بارعةٍ
ونغزلُ الشعر فيْ صنعاءِ بالغزلِ
لا يَرقصُ الكونُ باللحنِ الشجيْ طرباً
إلَّا إذا ( حَـجَّـةٌ ) غَـنَّـتْ علىٰ الثَمَلِ
عبسٌ بداحٌ وشعبُ الدوشِ أوْ حرضٌ
حسبيْ عليها جفافُ الدمعِ بالمقلِ
ما حَلَّقَتْ فيْ سماءِ الأرضِ طائرتِي
إلَّا و تاهتْ بأحلاميْ سَمَاْ زُحَلِ
لمْ أَدْرِ فيْ غُربتيْ ماذا يُؤَنِّـسُنِيْ
خوفٌ منَ اليأسِ أمْ طيفٌ منَ الأملِ !٠
*أبو عمر الفقيه*
*٦ مايو ٢٠١٨ م*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب