الوجع المسافر ..
وطني ما زلتَ فيَّ نبضًا لا يكلّ ولا يملّ يعزف لحن الانتماء والهوية كل حين. قليل عليك أن أقول أحبّك وأصمت يا وطني؛ لكن من ذا يملك وصفًا وافيًا يرصف بجلال أبعاده سُبل المشاعر وحسرة الفراق، ويُعبّد بورده آفاق الروح وشوق الوصال، بل وكيف لي أن أسبر حبًّا بعيد الغور أعمق من إدراك حرفي الضئيل ومداده المتواضع؛ أتيه فيتيه معي على منحنيات الوجع ومفارق اللهفة ودروب الكلمات. أحبك حبًّا يجعلني لا أرجو الموت إلا على أرضك فيحضنني ترابك ويضمني ثراك وتظلّني سماؤك؛ ولئن قضت حكمة الأيام بمشيئة المولى بعدًا عنك وارتحالًا، فلم يكن البعاد في حال من الأحوال هجرانًا يا وطني، ولست أدري إِلام يطول التنائي وأبقى في شتات الرحيلِ وئيد فراقك في منافي غربتي، لكنك معي كوجه أمي وأبي ودفء عشيرتي، ويكفي أنك معي فلا أحزن ولا أخزى، وإلا فكيف لا يسأم ولا يخزى ولا يعرى من عافه وطنه وما عاد ينبض فيه روحًا حراقةً من الشوق، لهّابةً من الحنين، ووجعًا يسافر فيه في دمه في عروقه وشريانه، بركانًا هائجًا ما إن تهمد غضبته وتخمد ثورته، حتى يهبّ من جديد كأعتى من أعتى عاصفة كانت أو يمكن لها أن تكون.
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب