الاثنين، 22 يونيو 2020

مركبُ التاريخ للأديب باسم أحمد قبيطر

مركبُ التاريخ ..

أُخَيَّ بحقِّ مُحيِينا
ونورٍ منهُ يُؤْوينا

فما شيءٌ ليُؤذينا
إذا ما اللهُ حامِينا

ألَاٰ بِاللهِ فاسْتعصمْ
ولا تَرهبْ أعادينا

وقمْ واصفعْ أكابرَهُمْ
ولو كانوا سلاطِينا

فقدرتُهُ وعزّتُهُ
تُحيلُ الطّيْرَ شاهِينا

فكنْ باللهِ مُعتدًّا
فنُكفى شرَّ شانِينا

وإنْ ننصرْهُ ينصرْنا
يمينًا ليس يُخزينا

وبِالقسطاسِ والإحسانِ
قد نَصَبَ الموازينا

ولا فرقٌ على الميزانِ
نارًا كُنتَ أَمْ طِينا..!

فدعْ نجوى أمانينا
وثِقْ باللهِ والِينا

وَإِنْ غالتْ عوادينا
وصالتْ في نوادينا

فواجِهْ سطْوةَ الباغي
بحُمْرٍ من مواضِينا

ولاحِقْ مكرَ مَنْ دلجُوا
بليلٍ في شواطِينا

وما أمضىٰ من الأسيافِ
إلّا نصرُ هادِينا

وما يجني سوى الإذلالِ
من يبغي الهوى دِينا

وأوّلُ منْ بغىٰ في الكونِ
منْ خانوا الوفا فينا

وأكبرُ واهمٍ أبدًا
عِدًى تَخِذَتْ دواوِينا

ولا ليستْ لِتعصمَها
وَإنْ أهدتْ قرابِينا

وهل من قلعةٍ تحمي
متى ثُرنا براكِينا؟!

فلا لن يمنعَ التحصينُ
من داسوا أراضِينا

فهُمْ وَهمٌ صَياصِيهمْ
وتقوانا صياصِينا

سنقطعُ كيدَ مَنْ ظلموا
وسامُوا السّوءَ أهلِينا

ولمْ يرعَوْا بِنَا إلًّا
وكانوا عَيْنَ غازِينا

على التفريقِ قد دأبوا
فَيا ذلَّ المُرائينا

أحقًّا قد نسَوْا أهلًا
وما ذكروا أسامِينا؟!

وجاؤوا بدعةً في الرشدِ
مالَتْ عن فتاوِينا

عُرى التوحيدِ قد فَصَموا
بها دقّوا أسافِينا

وشقّوا العروةَ الوثقى
بحقدٍ ليس يلْوِينا

وعقُّوا شرعَها البنّاءَ
إذْ هتَكُوا المضامِينا

وأَفتوْا في النّهى لحنًا
غريبًا عن مغانِينا

فما طرِبَتْ مسامِعُنا
ولا رقصتْ بَوادِينا

ولكنْ ها لقد صدحتْ
ببِيضِ الهندِ أيدِينا

وقد لمعتْ ببارقِها
تُحَيِّينا وتُحيِينا

وأَقبلَ موكبُ الراياتِ
تحرسُه عوالِينا

فحيَّ على بيارقِها
تتِيهُ عُلًى وتُعلينا

وحيَّ على جلالِ الفوزِ
كيْ تزكو معانِينا

شَرَعْنا في سبيل الخيرِ
لَنْ تخبو مساعِينا

سندفعُ مَا اسْتطعنَا الدّفعَ
موتًا جاء يُحصِينا

ونسكبُ في دِنانِ الوصلِ
لمَّ الشملِ يحمِينا

غدًا نجني ثمارَ البذلِ
نصرًا من تفانِينا

ونشمخُ في معالِينا
ويعلو صوتُ شادِينا

ويهرعُ حُلمُنا الدفّاقُ
يجري في سواقِينا

فنغرفُ منهُ روحَ الحبِّ
تشفِينا وتروِينا

ويرجعُ مركبُ التاريخِ
يرسو في موانِينا

وقد ملأَ الدّنى رِفقًا
بِنا ملأَ الدّنى لِينا

فتعجبُ نخلةُ التحنانِ
ما حِلمٌ يدانِينا..!

فواطَرَبا متى الإيمانُ
أهدانَا النّدى عِينا

فباشِر في جهادِ النّفسِ
لا تخطِئْ عناوِينا

وجدّدْ بَيْعةَ الإخلاصِ
قُلْ للهِ آمِينا..!

وَقُلْ لبّيكَ يا اللهُ
قد جئنا مُلبّينا..!

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *