مرّةً أخرى .. يغيبُ القَمَرُ
وأنا في شُرفتي أنتظرُ !!
ينظرُ الليلُ إلى ساعتهِ
ثُمّ يأتي مسرعاً يعتذرُ
تسقطُ النّجْماتُ مِن أفلاكِها
متعباتٍ قد رماها السّهرُ
وأدورُ الآنَ في أفْقِ الرّؤى
حقْلَ وردٍ لم يجدهُ المطرُ
أيّها الليلُ الذي ساعاتُهُ
كليالي البعدِ أين القِصَرُ؟
أقفُ الآنَ على دَربِ الهوى
كغريبٍ غابَ عنهُ الأثَرُ
وأقودُ القلبَ حتى حتفهِ
كاذبٌ في الحبِّ مَن ينتصرُ
عادةُ العشّاقِ أن ينهزموا
هكذا طوعًا وأن ينكسروا
أن يغنّوا كلّما قيلَ لهم
ضاعَ عن أُمِّ الكَمانِ الوترُ
أن يسيلَ الشّعرُ مِن أرواحِهم
سلسبيلاً سال منهُ النّهَرُ
أن يجيئوا مِن أقاصي شوقِهم
مُدُنًا في صَمْتِها تستعرُ
أن يداوو كلّ جرحٍ نازفٍ
بنشيدٍ قبل أن يحتضروا
أن يقولوا -بعد أن يفترقوا-:
"هكذا يصنعُ فينا القدَرُ
سفرُ العشّاقِ جدًا متعبٌ
وطويلٌ .. أيُّهذا السّفرُ
قدَرُ العشاقِ أن يحتملوا !!
نارَ هذا العشقِ أو ينصهروا
صَبْرُنا أطولُ منّا قامةً !!
وقليلٌ في الهوى مَن صَبَروا"
بديع الزمان السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب