دمعة مطر
أفكر مليًا بتلك القطرات المطرية التي ولدتها الغيوم بشيء من الزعفران و بعض خصلات التوليب..
يا لجمالها..!
بلورات تجوس حضن الأرض في دفء و نقاء،
رغم تأبط البؤس وجهها الشاحب..!
إنها آيات سماوية مقدسة،
لذيذة رقراقة مخملية كأنها الياسمين الفواح...!
لا أطيق صبرًا...
عندما أراها تُقبل وجنات النوافذ و تلك الفقاعات التي تكنس أسطح المنازل بمسحة من أطياف ناعمة كأنهن غزلان تلعب بين مروج الماء..!
يا إلهي، يا لكمية هذا الجمال، سبحانك!!
استرق خطوات - لكي لا تراني أُمي- تحملني إلى حيثُ أنتمي؛
زاوية ملتصقة بسقف بيتنا..
هي المحراب الذي يلملمني حين تتكسر هشاشتي، هي الجدران التي تعانقني و تهدهد ارتعاشة ضعفي، هي القلب الذي يلتقمني حين تشيب كلماتي،
هي السماء و أنا في جوفها القمر..!
أسعى بين المطر،
أمتطي صفحته بخفة فراشة،
فأطير كبخار متلألئ حدوده السلام،
تتوالى الذكريات الدافئة..
اغمض عيناي لأحيي قُبلة أمي الأولى،
أرفع ذراعي لأعانق تلك اللحظات في الهواء،
فترتل أدمعي آية؛ فأحييناها..
يستحم الحزن تحت شائلة رأسي،
تزور السكينة مخدعي،
تهاتفني طمأنينة بلون المطر..
فأصيح يا الله،
باسم الخفقان...
ما أروعك!
ما أعظمك!
ما أكملك!
نقطة
فاتن مغلس♪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب