الاثنين، 13 يوليو 2020

مسابقة (لأني كاتبة) 9 عزم راكان بقلم تسنيم المروني

#مسابقة لأني كاتبة ✨.
#رقم المتسابقة( ٩)
# عنوان النص( عزم  راكان)
#الأسم ( تسنيم المروني )

كان متعباً من بُعدِ المسافة، من الطريق الطويل الذي يقطعه كل يوم ليصل إلى كليته، من الكم الضئيل من المعرفة و العلم الذي يحصل عليهما، أنهكه التقصير الدراسي الذي لا يرقى لمستوى طالبٍ جامعي، أنهكته المسافة و البعد،
ثم و كأن كل ذلك لم يكن كافياً ؛ إزداد الوضع سوءاً وفقد حتى تلك الفتاتات المعرفية التي يلقونها إليهم في الجامعة، وتعطلت حياته الدراسية الهشة، والتي كانت وسيلة يائسة للخروج من وحشة الجهل و البطالة، والحصول على ورقة سميكة تسمى "شهادة" يثبت فيها أنه بذل جهداً لطلب العلم، و يستحق بها وظيفة لائقة بطموحِه، ولو لم يكن كل ما طلبه من العلم، و لولم يكن ذلك أقصى الطموح، بكل حال هاهو قد خسر تلك الفرصة المُتعبة للحصول على الشهادة، _على الأقل ليس في الوقت الذي أراده _ فقد أغلقت الجامعات و توقفت الحياة الإجتماعية، وتحاصر بين الجبل و الوديان، التي كان يقطعها كل صباح للذهاب إلى المدينة، لكنها لم تكن يوماً سجنه، ولم يكن قط محاصراً بها، كانت دائماً مساحات شاسعة تتسع لروحه الهائمة، كان هناك دائماً عمل هام ليقوم به، وأشياء عميقة ليفكر بها، وفضاء واسع تسبح فيه عيناه بعيداً عن الزحام، لم يكن قد نسي ذلك قط، لكنه لبعض الوقت غفل عنه، مثقل بطموح لا طريق له سوى الحصول على الشهادة الجامعية والتعليم الجامعي،
والآن عليه أن يجدد طموحه، و يوسعه، ولا يركن إلى الإنتظار، نقب في أعماقه عن كل الأمور التي أحب القيام بها يوما، واستعادها بعزم على أن لايتركها تؤول إلى الخيبة والنسيان، وبحث حوله عن كل الأمور التي يستطيع القيام بها بيوم، مصراً على أن ذلك اليوم هو الآن، ووجد الكثير لعمله و القيام به، حتى أنه تفوق على نفسه عندما استطاع أن ينحت الصخور و يصنع منها أشكال رائعة و بإتقان مدهش، أو عندما صنع طاولة و بضع كراسي من خشب الأشجار التي كان استهلكها الوحيد هو إيقاد النار به في قريتهم، وأثار دهشة الناس وأهتمامهم، وأصبح معظم شباب القرية يأتون إليه ليعلمهم، برغم أن أحداً لم يعلمه هو، لقد بحث عن ذاته ووجدها في كل عمل يصبح تحدياً جديداً بالنسبة إليه، وبدأ يستغل الأيام ويصنع منها حياة وأثر، فالحياة هي مقدار ما نعيشه و نصنعه و نترك من أثر بعدنا، و كل الطقوس التي نقوم بها لنستمر و نتطور و نصبح أفضل، و ليست مجرد الأيام تمر بنا حتى نشيخ، هذه كانت فلسفة راكان الذي صنع من بضعة أشهر و صخور و جذوع أشجار قديمة، حياة و نجاحاً و أثراً.

☘تسنيم المروني🌧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *