الاثنين، 6 يوليو 2020

مشاركة في برنامج ترجمان الصورة بقلم فاطمة سليماني

مشاركتي في برنامج ترجمان الصورة في منتدى ترانيم أبجدية

          الملتهب بالظل

  النيران مشبوبة ، تفوح بالروائح المركبة الكريهة ، والأحلام الرجسة وهذه الديدان ترتعي في خبز الحياة ، أَمِنَ الضروري تثبيت نبات الأشواك المرهقة للأعماق ؟ أتقيّأها نافثة، فولَّيتُ ظهري عندما أدركتُ معنى المتاجرة بالأمان .. فما لا يحطم المرء يجعله أقوى ، غير أنه أحيانا يُقتل أكثر  باصطدامه بثنائية ديكارت ، من ثَمّ يأتيه الاستسلام المؤدي إلى  جدول مسموم ، لينساق إلى  عمليات جراحية في تشريحها الأشباه الضحايا ، باحثة عن عضو الألم الذي يزج بالمرض وبعقم البيان لتأريخ الاضطرابات الطويلة ، لتُسرِع من وتيرة الوجود فيفرض حضوره الندم الحاد ، بنوابته على الراقدين فوق الأرض ،  محتضرا في الروح ليسبق الموت الحياة .
  في زحفة الوئيد بخطى ، الأرعن يعكز باقتدار مهاب خلف القضبان ! يكومن في ضحى يمزق قراطيس الأحبار،  ويجرف أقبية في ثلج صدره وعلى عاتق هيكله العظمي مشقة روح عارية في مواجهته سيناريوهات المرارة والوجع والجوع التي تَعبر فوق وريد الشارع المسدود ، طافحا بأسنان بلاستيكية رخوة ، ليشدّ اللثة بالقرنفل الممضوغ ،  مستنجدا عون الغريب ، في جرعة ماء وقطعة لحم هزيل ، وتحت الستار ، بَقِيَت ساهرة على أصوات اللعنات والسباب حتى حطم كبرياؤها  كاثارينا في  "ترويض العاصية لشكسبير يغلي قلبها  فقالت : "أرجوك يا  بتروشيو أن تترك الطبق مَوضعه"، أجابها بغلظة : "  لن تلمسي اللحم قبل أن تشكريني" . فاضطرَّت أن تقول له على مضض :" أشكرك يا سيدي " ، ليرد بقوله :" كُلي بِمقدارِِ فإن ذلك أجدى على صحتك يا عزيزتي كاثي ".   لَكَم مِن مُعرض عن الحياة ، الزنيم لم يُعفى يُقاسم اللهب باستمتاع يجتره ،  لكنني لا أحتمل رؤية الأشداق معلنة ظمأ الأرجاس، والاقواس مكسورة حيث يعاني الوقت ، متهرئة ظلاله المتعرجة المشروخة مهتزة على صفحة العنابر وهو يُكسكس الرَّوثة دوما .. دوما .. ليحتفظ بما نَخَله في الغربال ، والجثة بدمها تبتعد وتقترب أصواتها المتقطعة المنبعثة من جنازيرِِ طنينُ ذبذباتها وصوت هيجان البحر  يحاول استرجاع الأبيات المشدودة البطون كالطبل ، متأرجحة بين مد وجزر وركود إلى أن أُنهِك بالغثيان ، فجَرَّ لِحافه إلى  ذقنه ، وهو يتأمل سقف الغرفة المزدحم بالعتمة القارة ، يتحسس عصاه التي تَبلَّدَت يابسة بين يديه ، يرفعها مستندا على ركبتيه ، مصعوقة تتشظى ،   يلملم نفسه في الغبار السميك للتاريخ ، ليُقَسِمه   الحاضر بلوثاته الديبلوماسية العفنة ذات عاهة خلقية بائنة للعيان ، تغمر الجسد العاري كما لو الصبار الأسود فتح الخيزران ، فيمتصه عجينا مختمرا ممتلئً بفراغ الفم ،  وأصابعا له مقطوعة نسيها على الطاولة أثناء التفاوض ، ليأخذ حيّزا واسعا في زحفه ، لقد طال به الوقت معلّقا على شجرة الحياة ، يتوارى من خطيئات تستلزم التعويض  او الانتحار .. مستغيثة: " فيا شمس  البر أفيقي فوق المياه  ودعي الحلم يناسخ حلما  ، ودعي العشب يشبّ على الأطراف والفم " ، مستشهدة بِوريقة واحدة بَقِيَت تتحرك مع الريح الحزينة " ، إني لَأُراهن على الخيال لإنقادها من الضياع حيث الموت سبق الحياة ، " فأوقفوا دنياكم فقد تعبتُ من القتل ، إني طاعن في السن بومضات باهتة فاترة  مهلكة ، أريد أن أغفو لأتعلّم أغنية نُوح تغسلني من كل الأرض " مفتاحا  لأفهم ما يتعلق بالورق! ، فاختلط الخبز بالشواء وتلوّث كل شيء ، ليفزز صحوة المجبول في أكل الرعب والخوف،  متمردا على صرخة الحياة المفبركة المتبرجة  بالجِدَّة للتنفس عبر القناع ..
فيا شمس البر أفيقي فوق المياه ليخصب العشب على الفم وعلى كل الأطراف .

   فاطمة سليماني
2020 - 6- 29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *