الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

مشاركة بقلم إسلام النجار

-------------------

تمنيت لو كانت ملامحي
الشبابية سعيدة
كنت إجتثتها لأزرعها
بوجهيكم طفلاي
وأنتزع ملامحكم
الحزينة وأرتديها
لكن ملامحي
لا تقل حزن ويأس
عن ملامحكم طفلاي

إني اناظرك ملاكان
انهكتهم أيامهم القليلة
وزرعت الصراع المرير
مع أيامهم  للأمس وما قبله
على وجهيهم وأصبحت
كقناع مهرج حزين
لملم قطع ذلك القناع
من حطام الإنفجارات
وشظايا الصواريخ
وأركان المساجد المحطمة

أعتقد أن البؤس
عقد صفقة إتفاق
مع أيامنا
وتلك الصفقة
إشتريت
ببراة أطفالنا
وهمة شبابنا
وسعادة شيوخنا
ففتكت تلك الصفة اللعينة
بأطفالنا وشبابنا
حتى شيوخنا
زادهم البؤس تجاعيد
تمزج مع تجاعيد الزمن
ولكني أعتقد أن تجاعيد الزمن
كانت أكثر رحمة
من تجاعيد البؤس
التي خططت دواخلهم بالألم
قبل أن ترتسم تلك الخطوط
في جباههم ووجنتيم

لو كان لتلك الكاميرا
نصيب لترسم وجوه أكثر
فلن نرى غير ما يتكون
على وجهي أولئك الطفلان وأكثر
فإذا كانت بضع إيام فقط
استطاعت أن تصنع
كل ذلك الذبول
على ملامح إعمار
الخمس سنين
فكيف ستتوقعون
أن ملامحنا سترتسم
على عدسة تلك الكاميرا
بعدما أحترقت أحلامنا
ونحن نلتسع بحرارتها
وبعدما حلقت أهدافنا
ونحن في غفلة
وإنشغال تلميم قطع الخبز 
من أراضي وطن
أصبح ينبت سنابل
سقيت بغازات البواريد
ونمت في حبيبات تراب
دفنت تحت حبيباتها
ألغام تبتر الأطراف
وتشطر الأجزاء

كنت أتمنى من تلك الكاميرا
إنها عندما تلتقط صورة
يخطف أرواحنا
ضوء فلاشها
ونترك هذه المعاناة
التي تلطخ أرواحنا بالأحزان
ورسمت على وجوهنا
ملامح متساقطة
وإجساد تركع تحت
أقدام الأيام 



إسلام النجار#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *