الاثنين، 17 أغسطس 2020

مشاركة في برنامج ترجمان الصورة بقلم فاطمة سليماني

مشاركتي في ترجمان الصورة لمنتدى ترانيم أبجدية

                  أترعت الكؤوس بالخمرة

   في كل ليلة في الزمان ، بات للأرض جلدا ، يكرع شحاذوا المعجزات من البحر بشراهة ،  لينمو ظمأهم فينقشع عنهم ضباب دخانهم ،  وحتى لا يتحولوا إلى مومياء تساءلوا : " ما الذي   يحدث يا سيدي ؟ " ، داس  "زينو " ، فجأة ، على الفرامل محاولا تهدئتة جمر نفسه من  محنته الممتعة بتدفق ناموس البحر والنار المجهول بحرية  خارج المعتقل ، ليرى في السماء شواطئ لا تنتهي تغطيتها ، ويصنع من تعبها القمر كوحش همج ، واثق من تغيير الهيدروجين إلى  الهيليوم ، كحلم الخيميائيين لقرون بتحويل المعادن الوضيعة إلى  ذهب !.
  في كل ليلة من زمن باد بالأسمنت ، تمضي الحياة ، يتحدر من نافذتها تمرد سنا ضوء ، لينعكس عليها ظل الجالس في كرسيه ، فتمتد ذراعه بلون الخبز خلف الجبل وبقية سطح وعمق العالم ، يلهث كالعطشان محاولا فهم عافيته التي شهقت في الصدر ريح الأنفاس ، لتنساب الشمس ، فتتوهج عين السيجارة على رأس الشوكة،  وينهال شغب الحبر خمورا متقدة ، ينبثق بريق عينيها مسترسلا منذ بداية الصفحة ، ليحطم جمود الجسد  بفنون الحس وعبث اللذة والمجد،  صلاةََ رتلها العقل وسبّح بالحمد لها القلب ، معتكفا في طقوس أبدية أغنية  الوجع الشهي ، حين انزلقت الزهرة في الحفرة  فتزحزحت الصفيحة أكثر ، غمرها نور أكبر ، كانت فارغة .. كلا يوجد شيء  خلف تلك الأسطح ، لتتوهج عين السيجارة فيصرخ داخل صيغ التعبير الممكنة .. دعوا كفي فوق مفاتيح العزف اللامنتهية ، امنحوها اجتياز الفكرة اللامتناهية والقدمان المكان اللامحدود  في لغة مكتوبة  لتعلن عن نفسها بتوثيقها في حضن قيثارة سجال يُداهم ضوضاء منعشا جليا في منطقة النبض حين يغامر متعذبا نهاره بزحف الليل   ، ليصبح ناضجا للحياة كما الموت ،   باجتياز الفكرة والقدمان المكان ، ببطء .. ببطء ثابت ، تبني طيور النورس الأعشاش في الصخر الأخرس ، فيبني إنسان بيت شِعر  فيه أمكنة لمئات الكتب ، تسكن أحياءه ليذرو الرمل  مشع كالشهب على الأسطر ، لتعدم الورقة من البياض المدبب الطرف ،   لنرى كل مالا يفنى ، الأفضل ما في الإمكان أن نمسكها فنقرأ في إمعان ، أسرار الأحرف في الأخشاب  بقلب صفحات الغاب في صلوات للسمك الجائع لصفاء الماء .
   في كل ليلة في الزمان ، ستولد دورات  جديدة ، تنزع القشر ، ليفك  قيود الإنسان دون تقديمه كفارة للفكر حتى لا يتعب فيه من ذاته ، فيلقى بالملح إلى البحر لتتقاذفها أمواج    " المعقول .. واللامعقول " باقِِ " كوكتو " في " كريون " يجادلنا فيقول :
- كريون : إذا  كان لابد .. إن .. ذلك قاس .. قاس جدا .
- الجوقة : أذهب .. أذهب .. أذهب لا تكلف أحدا بذلك .
- كريون : إني أعذر .. فلتتبعوني بفئوس ومعاول ورافعات..

فاطمة سليماني  
2020 - 8 - 16

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *