الأربعاء، 26 أغسطس 2020

قصة من الواقع

تابــــــع...
           (#ســــــعيد_البــــــس)
              قصـــــة من الواقـــــع

         للدكتور: إسماعيل محمد النجار
               6 إبريل 2016م
                                     الحلقة: (2)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

وما أن حان موعد سفره، تسلل سعيد لمخزن والدته، ليكسر الصندوق ويأخذ ما تملكه من الذهب والفضة والمرجان، وترك رسالة أشعرها بسفره، مبررا ذلك برغبته بتغير حياتهما، وأن بقاءه في القرية سيقضي على مستقبله، والعمل في عدن يجلب لهما حياة كريمة، وأنه قرر بعد أن أصبحت حياتهما وأخواله صعبة، وأن المال الذي يحصل عليه من بيع البسس لا يكفي لسد الرمق، ولا يبني مستقبلا.

وعند الساعة الثالثة فجراً خرج من المنزل، بعد أن أغلق باب المخزن، وقام ببيع الذهب والفضة والمرجان أثناء السفر، ليلحق بابن خالته وهيب الرنجلة في الطريق، وتفاجأ وهيب بوجوده، وحاول إقناعه بضرورة العودة من أجل والدته، ولكنه رفض، وصمم على دخول عدن معه أو بدونه.

وعندما صحت والدته كالعادة عند صلاة الفجر لم تجده، واعتقدت أنه في القرية مع أصحابه، وانتظرت حتى المغرب، ليشتد قلقها، وخرجت للبحث عنه في القرية، ليرد عليها أصحاب القرية أنهم لم يجدوه، وذكروا أنه ترقب موعد سفر وهيب، وذهبت فوراً لبيت أختها خيرية، والدة وهيب تسألها عن الموضوع، وأخبرتها أن وهيب سافر وحيداً بعد أن تردد عليه البس راغبا بمرافقتة، واقنعه بالبقاء ليرعى والدته، وأن سفره سيقضي عليها، لخوفها من تكرار تجربة والده.

كانت والدته بحالة من الهستيريا على ولدها، ولم تسمح خيرية لأختها بالعودة لمنزلها وحيدة، ورافقتها، وعندما وصلت للبيت دخلت المخزن، لتجد رسالة فوق الصندوق، كما وجدت الصندوق مكسورا، ولم تجد ذهبها وفضتها ومرجانها، وانهارت على الأرض مرددةً ليست المشكلة الذهب والأشياء الأخرى، يأخذه سعيد ويصرفه كما يشاء، المشكلة ضياعه بعد والده، سعيد هو عمري، وكل ما أملك يا خيرية، لتقرأ الرسالة لخيزران وتصرخ قائلة: كان أملي في الحياة، ويبدو أن لا أمل لي، لقد عشت من أجله يا خيرية، وضاع مني.

حاولت خيرية تهدأتها وإقناعها بعودته، ولكن خيزران انهارت عصبيا،ً ودخلت في حالة غيبوبة، لتخرج خيرية خارج البيت تصرخ: أختي توفت، غيروا علي، (انقذوني).

وخرج الناس من بيوتهم، وتجمعوا حول بيت خيزران، ودخلت النساء إليها لمحاولة إيقاظها، لتستيقظ وتعود لحالة الغيبوبة من جديد، وفوراً اسعفوها لمدينة تعز، وأعطيت لها ادوية الإنهيار، واقنعوها وطمئنوها، وضمنوا لها عودة البس، وقرؤوا لها رسالة يوكد بقائه لبضع أشهر في عدن ويعود.

وصلت أخبار خيزران لأبنها سعيد البس عبر وهيب فور وصولهما عدن، ليبكي بكاءا شديداً، وعلى الرغم من محاولة وهيب إقناعه بالعودة، واعطاءه قيمة الذهب ومصاريف العودة، لكنه رد وبحزم: لن أعود إلا بعد رفع رأس والدتي وأهل قرية الحصن. وطلب من وهيب إعطاءه مبلغا ليرسله لوالدته ثمن الذهب، واعداً بإعادته على وجه السرعة، وبالفعل أعطاه المبلغ وأرسله لوالدته، على اعتبار أنه قد عمل، وطمأنها ودعاها لعدم القلق، وأكد عودته واهتمامه بوالدته، ولن يتركها، وأن سفره لعدن لتأمين حياة كريمة له ولوالدته.

وعندما وصلت الرسالة مع المبالغ لوالدته لم تفرح بالمبلغ النقدي، ولكنها فرحت بأمل عودته، وعدم تركها، وبين الوقت والآخر تضم الرسالة لصدرها وتبكي فرحا،ً قائلة للآخرين: إن سعيد رجال، وقد وعدها بالعودة، أو سيأخذها لعدن.

بدأ البس يفكر بمقابلة والده، وطلب من وهيب مساعدته، وذهبا لمنزل مكرد، ودقا الباب، ليظهر أخوه سمير مكرد، عمره عشر سنوات، شكله سمين، يلبس ملابس نصفية نتيجة الحر، ويتكلم اللهجة العدنية بدلع، بينما شكل سعيد خشن، أشعث الرأس أغبر، لابس فوطة وكوت، وكلما اقترب من سمير تراجع للخلف، سأل سمير: ماذا تريدون؟ ليرد وهيب: نريد والدك. وكان مكرد يتفرج من خلال شباك النافذة داخل المنزل، ليرد: ماذا تريد يا وهيب الرنجلة؟! فرد وهيب: أريدك لخمس دقائق. فرفض مقابلته قائلا: اذهب يا ابن الرنجلة، لا أريد مقابلتك، ولا أحد من الحصن أو قدس، ليس بيننا ما نتفاهم عليه.

                                    يتبــــع...  
            ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
                    من مختارات:
               سلطان نعمان البركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *