الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

لست هيأ أنا بقلم عائشة جابر

لستُ هي أنا ..... 

في ليله ضبابية كرماد الشعور المتبلد..ومع زخات المطر الهادئة ،وخرير ماء المطر من أعالي الجبال...وقطرات الندى الباردة على نوافذ قلبي...ورائحة الطعام الدافئ...الذي يزلزل أركان الصقيع الذي يهزني....وكوب القهوه اللذيذ ...وبين حنايا الأشجار التي تحيط بي من كل ناحية....هناك نسيمات عليلة قد أصابت روحي بعلة الإستنشاق المتكرر لرائحة خرير الماء، وزخات المطر ورائحة الأشجار التي تبللت بالماء....انخلطت كل تلك الأشياء لتكون مزيج فريد من نوعه....وتكتمل الصورة مع معطفي الذي أختبأ في جوفه من لدغات البرد العاتية التي لا ترحم ترياق نبضي المرح ...لفرحته بتلك الأجواء النادرة.....التي تمثل حالة نقاهة تأخذك الى عوالم الاحلام التي تعارك واقعك لي تفرضها عليه رغم كل شيء أنت يلزمك ....هذا المكان حتى تسترجع قوتك التي نهبتها رياح القلوب البشرية التي لا تعلم ماذا تعنى الطاهرة الداخلية....وكيف ينبض ذلك القلب بعيد عن كل شيء الا الوحدة المفرطة....لو يعلمون ماقد حل به وماذا يحل به في حربه الشرسة مع واقع بليد ....لاستنكروا ذاتهم على كل شيء بدر منهم...الحال من صفاء البرود يذبل أمام طيغان تلك الطفلة...التي تقبُع هُنا .....لكي تجدد طاقة روحها المسلوبة....الجميع لا يريدها أن تختفي كعادتها ....لكنهم لم يدركوا بعد أن القلوب في جوفها الكثير والكثير مما لا يقال ولن يقال.....أحلام طفلة....وهي تنغمس في جوف معطفها الذي يكثر عليه الفرو....تستمتع بالمنظر الذي يتلوها وأيضا ماتراه أمامها من ألوان الطفي الزاهي ...خلقت لكل نظرة باردة أهازيجها المتفردة...ثم أمسكت ذلك الكتاب الذي يحمل عنوانها المفضل وهي صاحبه الكتاب ....اسمته✨حنيني على حُلمي الضائع....✨ وبدأت تتصفحه والذاكرة تعصر جوفها لتعيد كل ذكرى عاشتها واحبت ان يكون الكتاب نافذتها الوحيدة في عالم المستحيل....
كم كانت تعلم انها        فتاة المستحيل ...ولن يقبل بذكرها إلا الأقوياء وعُشاق المستحيل... طبعت اسمها على مقابر الشهداء ..وستحصل على رونقها بيعون الأطفال التي تلمع بالبراءة والمحبة  الصادقة...وستجد أطيافها تعانق نوارس البحار...حتى عبور نبضها لن يستسلم له بحر الذكريات التي تركتها في أعماق الجميع....إلا يكفي إنها تركت روحها في جوف مقرونتها حتى تكون هي المحفز لهم في حال رحيلها للأبد...تمردت ..وناضلت وتيقنت..ورفعت راية النصر في أغلب المعارك التي خاضتها...وتاب عنها الأنين..واستسلم لها الحلم...وعارك من أجلها الوجود...وحتى مع تخبط اياحها في خضيض الواقع كانت هناك فراشاتها التي تنمي فيها العزم حتى تشد ازرها في مواقفها التي تنفذ عنها الأرواح وتتبلد الألوان أمام إنكسارها...وبين رخام الأمس ...واضمحال الغد ...وضياع اليوم...هناك صقيع وردي اللون يزور ثنايا تلك الفتاة مع كل صباح لكي يبث لها ويتلوا اجيج أحلامها التي كادت تفر منها ....لهول ما ترى من واقع بليد.....أستمتعت بقراءتها ومُقلتيها تذرف الدمع لكل ذكرى راحلة....وبدأت تتعمق بالفلسفة التي تُكن لها كل الود....ومن هنا توالت فسيولوجية الأرواح لديها حتى تتعمق بقوة وترحل إلى العمق...رغم أن هذا كله قد أصابها بالتعب لكن جمال المكان وهدوئه جعلها تفر بروحها وعقلها وكيانها وكل أطيافها من وحشة الهموم التي لا تعلم ما الفائدة من الدخول في تلك الدوامة البشرية التي لا تفي بالغرض شيء....اقفلت الكتاب ثم نهضت تداري ذاتها ...وتتجول في أرجاء ذلك المكان الساحر وهي تكتف كفيها ببعضهما.....لكي تستدل أن العيش لا يتطلب كل هذا العناء الذي يتملك الجميع مما حولها ....الأغلبية يجري خلف السراب ...ويجرح هذا ويؤذي ذاك ونحن ليس لنا من واقع الحال إلا الدعاء بالسلامة بعيد عنهم وعن مقتضى الأرواح الطاهرة ....لكي تبيع للرياح ذروة الحال المميت ثم تأتي ...برحيلها إلى تلك الأزهار النرجسية التي تفوح بالمكان ...أخذت تقوم بعمل رياضة التنفس التي عهدتها...لكي تُخرج آخر ماتبقى من الذكريات التي أربكها الكتاب ...تجولت حتى وصلت إلى بحيرة صغيرة في آخر تلك المزرعة ...جلست على أطرافه وهناك بعض من الأحجار الملونة على أطراف البحيرة اخذت ترميها على أوساط البحيرة لكي تقوم بحركة كانت تحبها منذ الطفولة...ثم تمادت أكثر ودخلت إلى مدخل البحيرة  وضلت جالسة على صخره كبيرة ها هناك لكي تستمتع بمنظر الارض الطاغي وأعجوبة خلق الله....وبعد أن أخذت القدر الكافي من الراحة عادت أدراجها من جديد ثم دخلت إلى مرسمها الذي يمتلاء بالكثيرمن  الألوان وتعم الفوضى عليه ...بدأت ابتسامه على محياها وهي ترى المكان تعمه الفوضى وكانها ذاتها الفوضى التي كانت تكن جوفها منذ اتخذت قرار تحقيق حلمها المنشود...خلعت معطفها وبدأت ترتب بعض الفوضى لكي تبدأ برسم شعور جديد على هيئة لوحة...وتنسج عبارات مرسومة ...مزجت عدة الألوان ...بطبيعتها عندما تمسك ريشة الألوان لا تحب أن تضل كفيها بعيدة كل البعد عن الألوان الجميلة...فهي تعبر عن الجانب المبهرة في الحياة...هكذا يكمن الحلم هكذا تبدوا الحي  بعيون طفلة المشتل♥️🌸✨

عائشة جابر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *