الأحد، 6 سبتمبر 2020

اقصوصة واقعية الدكتور إسماعيل النجار

اقصوصة  واقعية
للدكتور اسماعيل محمد النجار
مفارقات شيخ مناضل
محسن محمد القداد من مواليد  قرية القداد في قمة  جبل  لمحافظة عمران وتعتبر  من القرى النائية ويعاني سكانها من صعوبة  الحصول على الماء وخدمات الحياة لذا هجرها معظم اهل القرية ومنهم محسن مع حماره بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لمدينة صنعاء , وزنه آنذاك خمسة واربعون كيلو جرام وجسمه نحيف وخاصة اطرافه العلوية والسفلية , شارك مع حماره في حروب الجمهورية و درب حماره على حمل الاسلحة والطعام للثوار والعودة ليحصل على ريالين مقابل كل مشوار وحصل على تكريم ورتب عسكرية ليثير ضجة الكثير من المحاربين واقترحوا ان يحصل حماره على التكريم بدلا عنه لما قام به من مغامرات وتعرضه للكثير من الاخطار وسمي محسن الحمار بدلا عن محسن القداد وعندما اصيب الحمار بطلق ناري خفيف في احدى قدميه لم يكلف نفسه ربط قدم الحمار حتى تتعافى... ليقوم باستلام قيمه الحمار واخذه لسوق العرج في صنعاء القديمة وعندما رأى حارس السوق الحمار قام بربط قدمه واطعمه حتى تماثلت قدمه للشفاء و باعه , سكن  الشيخ محسن في صنعاء وتدرج في الرتب العسكرية الفخرية حتى اصبح عقيد و عين شيخ ضمان على منطقته وحصل على رواتب من وزارة الدفاع وشئون القبائل له ولمرافقيه و المزيد من الاموال والاراضي  باتحكيمه للفصل في المنازعات, واصبح شيخ كبير يركب سيارة صالون اخر موديل ترافقه سيارة حبة من الامام واخرى من الخلف مطربلتان وتحملان عشرون مسلحا يخرجون رؤوس الرشاشات من فتحات الطرابيل عند ازدحام السير ليطلقوا الونانات بل ويصرخون بصوت مرتفع داعيين اصحاب السيارات للتوقف على جانبي الشارع واتاحة الفرصة لمرور الموكب , وتكون فرحة الشيخ عندما تمر سياراته متجاوزة الناس والنقاط بسرعه كبيرة والغبار يملا المنطقة وعلى اساس ذلك يكافئ المرافقون, يذبح الشيخ القداد اثنين من الخراف اسبوعيا ويطعم مرافقيه وضيوفه ويشتري كمية كبيرة من القات ويوزعها , ومرت عشرة اعوام حتى زاد وزن الشيخ محسن القداد الى ثمانين كيلو جرام وتضخم كرشه ورقبته حتى اصبح صدره وراسه ورقبته كتله واحده يصعب عليه تحريك راسه او المشي, وعانى من الالام في ركبتيه وراجع اكثر من طبيب عظام ومفاصل ونصحوه ان ينقص  وزنه... ولم يلتزم بالحمية الغذائية والمشي و شتم اطباء العظام والمفاصل ووصفهم بالفاشلين وراجع اخر طبيب عظام مشهور ونزق ( عصبي ) ليعطيه العلاجات الاقوى في كل مرة وينصحه بالحمية الغذائية والمشي ولم يستفد , وحقن له ابرتين في الركبتين واستفاد منها قرابة العام ليعود الى الطبيب ويشتمه , و صرخ الطبيب في وجهه قائلا : ركبتيك واطرافك السفلية يا شيخ مصممه لحمل جسم وزنه اربعون عندما دخلت صنعاء ولم تعود للبلاد للتتضخم, والان اطرافك ومفاصلك السفلية تحمل ضعف  طاقتها عد لوزنك السابق لتخفف من الحمل عليها فجسمك زاد وزنه وظلت اطرافك السفلية و العلوية كما هي , سكت الشيخ وانسحب من عيادة الدكتور وظل يراجع نفسه وتذكر يوم دخل صنعاء  من البلاد ليقول اصبحت المعادلة صعبة......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *