هجتهُ ليلتها متبرّمةً فقالت:
(وأحرّ قلباه ممن قلبهُ شبِمُ)
ومن ببؤسٍ كحالي حظةُ صنمُ
أما ترى الناسَ اليومَ ذاك محتفلٌ
وذاك وتلك الوُد عادو وقد رسموا
وآخرٌ ضاء الشمعَ والوردُ منتشرٌ
أم أنك استعميتَ أم صابك الصممُ
وما كان حظي من هذا اليومِ أحصدهُ
سوى الآهات ُ والضيق وأنت والهرمُ
أين المحبةُ يوماً قد كنت تزعمها
أين الهباتْ ،بل أين الحرفُ والكلِمُ
شكوتُ أمري لربّ الكونِ ارفعهُ
مظلومةٌ إني وقلبيّ الخصمُ
فردّ قائلاً:
قل للذي بدأَ العتابَ أما ترى
ناسكٌ في ميقاتِ حبكَ مُحرِمُ
يطوفُ الورى بحثاً ويغدو راجعاً
اليكِ فأنتِ البيتُ والميقاتُ والحرمُ
ماذا عسى شمعاً تفيكِ وما عسى
ورداً يكفكفُ إذ حرُّ الشوقِ ملتهمُ
أخبرتُ ورداً بأني شئتُ أُرسلُه
لعلّ في ثغركِ السُعدُ يرتسمُ
فأجابَ معتذِراً وبات يقاضني
بثُقلِ تكليفٍ وسلطةَ الحُبِ راح يحتكِمُ
والشمعُ ما أن رآني راح منصرفاً
عني يُتمتِمُ ضوئي لمثلِ حبكَ يُحرمُ
الوردُ من آبارِ عشقي أضحى منسقياً
والشمعُ من نيران شوقي تُشعل وتحتدِمُ
أوما كفاكِ بأن حُبُكِ غالبٌ
أمري وتشهدُ لي الأقوامُ والأممُ
فهل يُجدي يومٌ نعتاً أن يقال له
عيدٌ لحُبك بل كيــــف يتسمُ
حضّرتُ يوماً-رضىً لكِ- للحب أُوسِمهُ
فعارض الدهرُ وجاءتِ الأيامُ تنتقِم ُ
ما مثلُ حبٍ ليومٍ بات مخصصاً
الا كعضوٍ قاحِلٍ صابهُ ورمُ
إني أ ُصرحُ والأيام شاهدةٌ
عما اقول وعما خطهُ القلمُ
بأني مجنيُ بحبِك هالكٌ
وانت الجاني بل وحدكِ الخصمُ
من أجل قلبكِ بات الكونُ متزنٌ
ولأجل عينكِ نجوم الكونِ تنتظمُ
لو تطلبي الدُرّ بين يديكِ منتثرٌ
لوهبتُكِ بحراً به الأمواجُ تلتطمُ
وإن كان مطلبُكِ جُملاً منمقةً
لحملتُ أسفاراً بما خط العُربُ والعجمُ
سامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب