أضعف المساكين
اااااااااااااااااااااااا
كائن مادي ظاهر.. يباري ويستنجد الخفاء
خفيةً يدبر الله له الأمور ويسيره القدر دون خياره ، يعمل دائما وأجره آجلا ، تدور له وعليه تناوبات الحفظة ومناوشات الأشرار دون علمه ، تداهمه تقلبات زمانه ومراحله العمرية وفصول انعكاساتها عليه دون إدراكه ، بل يتربص به الموت في كل زمان ومكان ويظن أنه في الزمكان الآمن .
خفيةً ؛ أو متنكرةً تأتيه نتائج طموحاته وأفكاره وسنابل مزروعاته ودروع احترازاته للمستقبل..
وبالتطوير والتنشئة ـ حسب قانون الكون ـ قد يجنى ثمرةً أو يشم رائحةً أو يلمس متكأً ، لكنه في الغالب لا يدري من أي حائط من حوائطه المتشعبة وفي أي زمان قد بذر أسباب تلك الثمرة أو أسباب ذلك الشوك بعد تزاحم الأحداث والوقائع في ذهنه فقد يظنها صدفة وحظا عارضا
لما تستخفي عليه مآربه ويطرق كل باب يستطيع طرقه للبحث عنها ، وقد يمكث السنين ثم يكتشف أنه كان على الطريق الخطأ ثم يطرق بابا آخر وهكذا..
وقد ينتهي عمره وهو في صدد المحاولة .
خفيةً يوسوس له الشيطان ويندس في شرايين حياته ، ويقعد له صراطه المستقيم وبكل دهاء يلقيه بيده وقدمه في متاهات الأخطار وحفر الشرور والهوان ، ويخترق جسده جند الحسد والعين والمس والسحر والتسليط ويغيرون نمط حياته رأسا على عقب ، يتمركزون في دماغه ويتغذون بطاقاته وينطقون بلسانه ويصبغون ملامحه ، ويتحكمون بأعصابه وعواطفه ومزاجه وطبعه ، وينحرفون بسبيله ونسق حياته ويرسمون خريطة علاقاته ، وفي الغالب يظن أنه في خياره ومصداق تقديره وأنه في الحياة الطبيعية .
خفيةً تصنع له زعامات الكواليس العالمية القريبة والبعيده ، المبلسه عن الخير والكرامة كل خطوط مسيرته إلى فنائه ، فتبرمج أفكاره وتخلق له الأحوال المناسبة ، والآراء والمواقف والظروف السياسية والاقتصادية التي تجعله في متناول الأهداف ، ثم يُدفع به بالإيحاء أو القوة للاتجاهات المعدة سلفا ويتحكم بحاضره ومستقبله وبصحته ومعلوماته وأحلامه وحريته ، وفي الغالب يظن أنه في حقيقة واقعه المتاح مرتاح .
فيا أيها المستغفل ويا أضعف المساكين هل استقرت رائحة إيمانك أو شكك بالغيب ؟
هل عرفت السر بين ضعفك والخفاء ؟
ما عسى قوة طينتك المنبوذة في كوكب الأرض أن تحارب ؟
إن انتصرت على الخفاء هل ستسلبه ؟وإن انكسرت من ستلوم ؟
ما حولك وقوتك أمام خفاء البشر المستحدث والمتمثل في السلاح الذكي والنفاث والدمار الآلي والنار المختلفة عن نار طبخك ، والتسلط والتأثير والتخويف والتحكم من قبل المتألهين والمتشيطنين من بني جنسك ؟
أبوك آدم عندما استغفل وخدع من قبل إبليس ما استطاع ضعفه البشري أن يقاوم دهاء إبليس فوقع وأطاع ، وما استطاع بعدها أن يعبر عن أسفه باعتذار مقبول أمام الله لذنبه الذي استطاع أن يقترفه بالتعاون مع أيقونة الشر المخفية عنه ؟
فعلمه الله كيف يكون المقال لكرم آدم ومستجد تعلمه الصراع ، فهو أول مصنوع من البشر بيدي الله وكان نبي (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه..) .
عثمان المسوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب