بمناسبة ذكرى معجزة الإسراء والمعراج على صاحبها افضل الصلاة والسلام
..
..
هــذا الـذي تُـخـجـِلُ الأقـمـارَ طـلـعـَتـُهُ
والـشـّمـسُ تـنـزاحُ فـي لـطــفٍ ، وفـي أدَبِ
..
هـذا الـذي لـم يـزل كـالـفـجـرِ مـشـتـمـلاً
بـالـنـورِ ذو رتـبـةٍ مـن أعـظـمِ الـرُّتـبِ
..
هـذا الـذي فـاق أهـلَ الأرض .. إذ عـجـَزت
فـي وصـفـهِ أروعُ الأشـعـارِ والـخـطــبِ
..
قـد بـاتـت الأرضُ تـزهـو حـيـنَ مـولـدهِ
وزالَ عـنـهـا ظـلامٌ عــاثَ مـِن حـقـبِ
..
عـَمـّت بـشـائـرُهُ الآفـاقَ فـاحـتـرقـت
كـلّ الـشـيـاطـيـنِ بالأنـوارِ والـشّـهُـبِ
..
يـالـحـظـة الـطـّلـقِ والـمـيـلادِ هـل عـرفَـت
أُمُّ الـنـبـيِّ بـأنّ الـمُـجـتـبـَى عـربـي ؟
..
وهـل درَت مـاجـرى فـي الـغـيـبِ مـن قـدَرٍ
ومـاجـرى فـي سـطـورِ الـلـوحِ والـكُـتـبِ ؟
..
مـاذا سـأذكـرُ والأيـامُ مـا فـتِـئَـت
تـروي صـفـات كـريـمِ الأصـلِ والـنّـسـَبِ !
..
عـطـاؤهُ يـُدهِـشُ الـدّنـيـا ويـغـمـرها
يَـسـخـو لـسـائـلـهِ بـالـمـالِ والـذّهـَـبِ
..
وقـلـبـُهُ خـاشـعٌ بـالـلـهِ مُـتّـصـلٌ
ودمـعــهُ إن هـَمَـى كـالـغـيـثِ مـن سـُحـُبِ
..
إن بـاتَ فـي سـجـدةٍ لـلّـه يـسجُدها
فـروحُـه تـرتـقـي .. والـجـسـمُ فـي نـصـَبِ
..
أمـاشـجـاعـتـهُ فـي الـحـربِ قـد شـهِـدَ الـ
أعـداءُ جَـمـعـاً بـلا شــكٍّ ، ولارِيَــبِ
..
فـسَـل تـراب حــُنـيـنٍ إذ عـلـيـه غـدا
يـواجـهُ الــظـلـمَ والأعــداءَ فـي عـجـَـبِ
..
والـسـيـفُ فـي يـدهِ كـالـبـرقٍ يـُشـهـِرُهُ
يـصـيـحُ : إنـي نـبـيٌّ دونـمـا كـذبِ
..
مـاذا عـسـى أحـرفـي تـروي وقـد عـجَـزت
صـحـائـفُ الـدّهـرِ والـتـاريـخِ والـكـُتـبِ !
..
مـاذا ... ويـزدادُ قـلـبـي فـي الـجـوى شـغـفـاً
فـأسـتـغـيـثُ بـدمـعٍ فـيـهِ مُـنـسـَكـبِ
..
يـاخـاتـم الـرّسـل إنّ الـدّمـعَ أحـرقـنـي
والـشـوقُ عـذّبـنـي ، عُـذراً فـداكَ أبـي
..
يـامـَن سَـمـوتَ إلـى الـعـلـيـاءِ فـانـفـتـحـَت
لـكَ الـسّـمـاواتُ ..لـمّـا قـيـلَ : خـيـر نـبـي
..
فـكـنـتَ بـالـمـنـزلِ الأسـمـى وأنـت لـهُ
أهـلٌ ، وعُـدتَ سَـعـيـداً غـيـر مـُكـتـئـبِ
..
يـاصـاحـب الـكـوثـرِ الـرّقـراقِ يـا أمـلاً
لـلـخـلـقِ يـومَ تـجـيـئُ الـنـّارُ فـي غـضـبِ
..
يـوم الـتـغـابـن والأمـلاكُ واجـفـةٌ
والـجـنُّ ، والإنـسُ فـي خـوفٍ ، وفـي كـُرَبِ
..
يـاأيـهـا الـرُّوحُ شـدّي الـعـزمَ وانـطـلـقـي
واطـوي الـفيـافـي فـإنّ الـشـوق يَـفـتـكُ بـي
..
وحـَلـقـي فـي رحـابٍ لاحـدود لـهـا
واسـتـنـشـقـي مـن عـبـيـر الـخـلـدِ واقـتـربـي
..
وعـانـقـي الـرّوضـة الـخـضـراء فـي نـهـمٍ
وابـكـي وصـلّـي لـربّ الـكـونِ وانـتـحـبـي
..
وبَـلـغـي الـمـصـطـفـى الـهـادي الـسّـلامَ ولا
تـنـسي رفـيـقـيـهِ خـيـر الـسـّادةِ الــنُّـجـُـبِ
..
صـَلّى عـلـيـهِ إلـهُ الـعـرشِ مـا هـَطـلـت
سُـحـبٌ بـغـيـثٍ عـلـى الآكـامِ مـُنسـكـبِ
..
..
✍رمــضــان الــشــمــيــري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب