الجمعة، 23 أبريل 2021

اقحوانة نيسان بقلم للكاتبة المبدعة رويدا البعداني





نيسان:
إنها المرة الأولى التي أكتب فيها
عن يومٍ لايقل رتابة عن أمثاله من أيامٍ مضت؛ يومٌ شاهدٌ على مجيئي إلى هذه الدنيا؛ يومٌ نقلني من هودج النورإلى مواطن العتمة.

تُرى..هل تستحق تلك الذكرى مني تزيين الجدران والرفوف بالورود والبطاقات الحمراء؟!
أن أُجهدَ أنفاسي الثمينة بنفخ بالونات هُلاميةٍ شبيهة بتلك الأيام الماضية وربما الأيام القادمة
لستُ سوداوية النظرة للغد؛ لكنَّ قراءتي للواقع بعيدة عن الفرضية والأحلام والخيال؛ فالواقع كذلك، لم يعُد نيسان كما قرأتُ عنه ويعهده الناس.

قررت أن أجهز الشموع وأرتب غرفتي؛ وأعيدُ نيسان؛ نيساني أنا وحدي أعيدهُ إلى مهرجان فرح، واحتفاء أزاهير وتضوُع عطر، وزركشة ألوان من كل شكل ولون؛ وسأتوج هذا كله بمكالمة جماعية مع الأصدقاء أنْ هلموا ففي هذا اليوم المبارك هطلتُ؟

وتطلّ تساؤلات موجعة تزاحم هذا الزخم الإعلامي الجميل لتلقي بسؤالٍ مُفسد لكل ما أنا فيه اللحظة قائلة في أي حدث كبرتُ؟!
أكان حين عجزت عن إكمال دراستي الجامعية؟
وكنت كلما ادّخرتُ مالًا لأجل ذلك تذكرت عبوات أمي الفارغة من الدواء؛ هزَّني حالها العصي عن الشفاء حين أجدها تقارع بوهن وضعفٍ وألمٍ على فراشها القاسي؟

أم في عدد المرات التي صهل فيها الشوق وعزف ليلتها الحنين علَّ هناك إرهاصات تأتي بأخي؟؟ أم حين حلمت بامتلاك أساور أزيّنُ بها معصمي؛ أم حين زينت عيناي كحل قارورة أمي؛ أم حين توردت قسمات وجهي بالحمرة الباريسية المنشأ؟!

ربما كبرتُ يا أصدقاء حين توقفت عن الحلم ذات مرة؟ ليلتها عدت ببضاعة مزجاة من الأوهام الجميلة، التي لاتغني ولاتسمن من جوع.
.
.
.
لكنني في النهاية كبرت وهأنذا أحتضن نيساني ونيساني يحتضنني.

#رويدا_البعداني.
#ميلاد_ سعيد_ياأنا.

١٠/رمضان/1442هـ
12:00ص

هناك تعليق واحد:

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *