نبض الشجون
إلى القدسِ تمضي كلَ حينٍ دروبُنا
وتسري على ظهرِ البراقِ قلوبُنا
وللقدسِ يومٌ عالميٌ بزعمِهم
فهل زُمِنت أوجاعُنا وخطوبُنا ؟
وهل صارَ ذكرُ القدسِ في العامِ مرةً؟
لعمري لقد جارت علينا ذنوبُنا !
أرى القدسَ قلباً في حشا كلِ مسلمٍ
إذا أيقنت فعلاً بذاكَ شعوبُنا
إن كانَ يومُ القدسِ يوماً
يستثيرُ عواطفاً خَمُدَت طوال العام
تباً لهذا اليوم
تباً لقومٍ يحتسون الذلَ فنجاناً قُبيل النوم
ويفطرون على موائدَ من فُتاتِ الهون
أواهُ لو يدرون
ماذا يعاني القدس من صلفِ الرعونةِ
مذ أن سقتها مديةُ التهويدِ جرعاتِ الخشونة ؟!!
لتعيثَ ألوان التماهي بالحضارةِ والعروبة
يدرون لكنَّ التغابيَ موضةٌ في العصرِ
في زمنٍ يُدينُ لواعجَ المكلومِ
ولا يألو إلى الجلادِ أو يسترئفُ المظلوم
أو يأسى على المغبون.
للقدسِ -- يامن تنعتون القدسَ أولى القبلتين
وبثالثِ الحرمين -- أناتٌ تشعبَ صدعُها حسرات
طافت ولكنَّ المسامعَ أُغلقت
فلم تلامس نخوةً إنَّ الحميةَ أُزهِقت
رجعت على الأعقابِ في جبِ الخذيلةِ أُغرِقت
وكأنَّ قانونَ العروبة يرتضي بالدون
وكأننا نرضى المهانةَ من بني صهيون
يا كاتبَ التاريخِ ماذا سوف تحكي للرواة ؟!!
ماذا تخلدُ للغدِ الآتي ؟
أتقول إنَّ صوالجَ الأعرابِ باعوا القدس من بلفورَ يومَ تقاسموا حصصَ الوليمة ؟
أم أنَّ زهو النصرِ في حطينَ أورثنا الهزيمةَ ؟
أم أنَّ سيفَ العزِ يندبُ سطوةَ الفرسانِ
محزوناً على ما كانَ
يومَ تزاحمِ الشجعان ؟
فكأننا في هامشِ التاريخِ -- يا تاريخُ -- أغنيةٌ يرددُ شجوها النسيان
في جنباتِ هذا الكون
يا أيها الجيلُ الذي سيهلُ من رحم الحياة
عذراً
فلم نصنع من الأمجادِ فجراً مشرقا
عشنا كما الأمواتِ بين براثنِ الأحياءِ
أثخنا الزمانَ تشدقا
فنمدُ للأعداءِ سلطانَ الولاءِ تملقا
لسنا كما الأجدادِ شعوا كالنجومِ تألقا
أسفي على عزِ العروبةِ كيفَ صارَ معلقا
في قيدهِ مرهون
فمتى سيشفى جرحُنا المطعون ؟
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب