الخميس، 3 يونيو 2021

في ذروة ذكراه، بقلم الشاعر/محمد إبراهيم الرقيحي


... في ذَروة ذِكراهُ ...

شعر / محمد إبراهيم الرقيحي

* الذكرى الأولى للراحل العظيم الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي .

عَلى رَغمِ هَذا الرَّدَى تَرقُدُ ؟؟
وأَنتَ عَلى رَغمِهِ تَخلُدُ

وأَنتَ أَبا مَاجِدٍ مَاجِدٌ
فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ مَن أَمجَدُ ؟!

وأَنتَ المَسودُ ولا سائِدٌ
وأَنتَ هُوَ السَّيِّدُ الأَسوَدُ

وأَنتَ الَّذي فَلَّ حَدَّ الزَّمانِ
وشَوكَتُهُ بَعدُ لا تُخضَدُ

ـ *******

أَقولُ وَإِن كَانَ مِنِّي الشُّعورُ
غاضَ عَلى حِينَ لا يَصعَدُ

وإِن كُنتُ مِن فَترَةٍ صَامِتًا
عَلى أَنَّني القَائِلُ الأَوحَدُ

لَقَد كُنتَ فَخرًا لِهذِي الحَياةِ
كَأنَّك فِيها لَها مَولِدُ

وقَد كُنتَ واللهِ صِنوَ الخُلودِ
والمَجدِ في زَمَنٍ يَجحَدُ

وقَد كَنتَ للشِّعرِ فَصلَ الرَّبيعِ
يَوَدُّ لَوَ انَّ المَدَى مَوعِدُ

وقَد كُنتَ فِينَا كنَجمِ السُّعودِ
يَا أُفُقًا كُلُّهُ أَسعُدُ

وبَينَ أَخي الشِّعرِ والمُلهَمِينَ
حُمِدتَ، وأَنتَ الَّذي يُحمَدُ

ـ *******

نَعاكَ الفُحولُ مِنَ السَّابِقينَ
وكُلُّهُمُ شاعِرٌ أَصيَدُ

منَ "الهَبَلِ" الفذِّ حَتَّى "الشَّريفِ"
وفِيهِم "عُمارَةُ" "والسَّيِّدُ"

"ودِعبِلُ" "والمُتَنَبِّي" العَظيمُ
ورَهنُ المَحابِسِ ذَا "أَحمَدُ"

"وسَامِي" "وشَوقِي" "ونَجلُ الفُراتِ"
"وَابنُ بَرَدُّونَ" إِذ يَنقُدُ

جَميعُهُمُ واقِفٌ لِلعَزاءِ
كَأنَّك فِيهِم هُمُ الفَرقَدُ

ومِثلُكَ في الشَّاعِرينَ الإِمامُ
تُقيمُ الفَرائِضَ أَو تُقعِدُ

ـ *******

مَضَيتَ عَلى قَدَرٍ مُؤمِنًا
بِغيرِ الحَقيقَةِ لا تَشهَدُ

تُريدُ البَصيرَةَ لا تَستَضِيءُ
بِغيرِ رُؤاها، ولا تُرشِدُ

وهَذي دَواوِينُكَ الصَّادِحاتُ
كَأَنَّ جِراحَاتِها مَقصَدُ

هِيَ الدُّرُّ .. جَوهَرُها كَامِنٌ
بَلِ الوَرْقُ والتِّبرُ والعَسجَدُ

بَعَثتَ بِها الشِّعرَ غَضَّ الرِّواءِ
فَها هِيَ لِلظَّامِئِ المَورِدُ

تُجدِّدُهُ صُورَةً بِالحَياةِ
والفِكرِ تَنبِضُ أَو تُوقَدُ

وعَمَّدتَ فِيهَا كَريمَ الخِصالِ
يَزينُ قَوَافِيَها السُّؤدَدُ

بِها لِلسَّقيمِ قِرانُ الشِّفاءِ
وفِيهَا لِذِي عَمَشٍ إِثمَدُ

ـ *******

وأُقسِمُ أَنَّكَ كُنتَ العَفيفَ
وغَيرُكَ تَلهُو بِهِ الخُرَّدُ

أَطاعَ الهَوَى وأَقامَ الصَّلاةَ
ومَا زالَ يَركَعُ أَو يَسجُدُ

بِأَنعُمِها سَبَّحَ (المُتخَمُونَ)
وغَنَّى عَلَى لَحنِهَا (معبَدُ)

دوالَيكَ والحالُ كَالدَّهرِ ظَلَّ
يَأتِيكََ مِن فَاسِدٍ أَفسَدُ

يَمُدُّ يَدًا نَحوَهَا لِلفُجورِ
ومِنكَ تَعَفَّفُ تِلكَ اليَدُ

أَلا أَيُّهَذا الشَّريفُ الرِّضَا
ويَا أَيُّها العَلَمُ المُفرَدُ

لَقَد عَزَّ فِي النَّاسِ ذُو مَبدَإٍ
يُنافِحُ عَنهُ وَإِنْ نَدَّدُوا

فمِثلُكَ لِلنَّاسِ كَانُوا قُدًى
وهَيهاتَ هَيهاتَ أَن يَقتَدُوا

ـ *******

ويَا سَيِّدي، ما أَعَزَّ الرِّجالَ
وأَندِرْ بِهِم حِينَ لَم يُوجَدُوا

هَبِ الغَدِ مُستَقبَلا قَاسِيًا
فهَل دُونَهُم سَيَكونُ الغَدُ

وهَل بَدَلٌ لِلفَتَى يَستَعيضُ
بِهِ عَنهُمُ، والمَدَى أَرمَدُ

أَبِنْ لِي فَدَيتُكَ بَعضَ الغُموضِ
لعليَ أَرشُدُ، لا أَشرُدُ

أَمامِيَ مُنزَلَقٌ ساحِقٌ
يَزِلُّ لَدَيهِ الَّذي يَصمُدُ

وقُدَّامُ يَرصُدُني راصِدٌ
يُقالُ لَهُ : أَسَدٌ مُلبِدُ

ـ *******

لَقَد نِلتَ وَاللهِ نِعمَ المَنالِ
ومَن نَالَ أَمثالَهُ يُحسَدُ

سِجِلٌّ بأَحداثِهِ حافِلٌ
وإِن أَوسَعُوهُ بِما فَنَّدُوا

عَلى أَنَّهُ رُطَبٌ تُجتَنَى
لكُلِّ مَعانِي الإِبَا يَرفُدُ

لَذيذٌ كَما يَشتَهيهِ النَّعيمُ
مَريعٌ كَرَوضَتِهِ الفَدفَدُ

تَفيضُ بُحورًا بِماءِ الشِّهادِ
جَوانِبُهُ وَهْوَ لا يَنفَدُ

أَيُصرَفُ عَنهُ غَليلُ الأَديبِ
فَما هَكذا إِبِلٌ تُورَدُ

ـ *******

رَثَيتُك، والحُزنُ نِعمَ المِدادُ
ونِعمَ الوِفاءُ لِمَنْ يُفقَدُ

وأَنتَ الجَديرُ بِحَقِّ الوَفاءِ
لقُربَى القَريضِ الَّذي نَعهَدُ

لَئِنْ كُنتَ مِن نَسَبِي بالبَعيدِ
فإِنَّ مِنَ الشِّعرِ ما يُولَدُ

وحَسبِيَ مِن رَحِمٍ كَالقَريضِ
ففِيهِ أَقارِبُنا الأَبعَدُ

وهَاكَ الهَوَى، يَا أَبِيَّ القَصيدِ
هَدِيَّةَ مَن وُدُّهُ أَوكَدُ

ذَكِيَّ النَّسيمِ كَعَرفِ الجِنانِ
زَكِيًّا بِهِ الأَصلُ والمَحتِدُ

رِثاءً لَهُ يَقصُرُ الأَوَّلُونَ
ولَا شَاعِرٌ بَعدُ أَو مُنشِدُ

#محمد_إبراهيم_الرقيحي
#في_ذَروة_ذِكراهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *