*عتاب*
بياني هلَّ بالآياتِ صَبّا
يناجي في الصّحيفةِ من أحبّا
يقولُ لمن كوى بالبُعدِ نبضًا
يُقلقلُ في ربوعِ القلبِ غُلبا
كفى بُعدًا فما في البُعدِ إلّا
عذابٌ فاضَ في الوجدانِ نُدبا
فتيلُ القلبِ مُشتعلٌ حنينًا
يصبُّ الآهَ في الأعضاءِ صبّا
فكيفَ تُبارحُ الأوجاعُ قلبي؟!
إذا كانَ انطفاءُ الشّوقِ صعبا !!
أقولُ لمنْ أتى بالبعدِ قلبًا
فجرّعَهُ مِنَ الأوجاعِ نخبا
شُروقُكَ كانَ للأشواقِ طلّاً
ولحظُكَ كانَ رغمَ الفتكِ طِبّا
فحسبُكَ بالجفا قتلى هوانا
فقدْ أشعلتَ بالهجرانِ حربا
سماواتي بدونكَ مظلماتٍ
وجنّاتي غزاها البؤسُ جدبا
أيلعبُ في حقولِ الحُبِّ قلبي؟!!
ووصلُكَ يا خليليَ ما أهبّا !!
وكيفَ سأخلعُ الإقفارَ عنّي ؟!
إذا لم أرتدِ الإيناسَ ثوبا !!
جراحُ الحُبِّ ليسَ لها شفيعٌ
إذا اقترفَ الفؤادُ الصبُّ ذنبا
بدونِكَ لا يفوحُ العُمرُ طيبًا
ولا أكلًا أُسَرُّ بهِ وشربا
ظليلٌ يجرعُ الآلامَ تيهًا
وطفلٌ يلتحفهُ البُعدُ رُعبا
أصيحُ فتردفُ الأوجاعُ صوتي
وصمتي يلتهمهُ الغمُّ ذِئبا
أراني ياجليسَ البالِ همًّا
أعذّبُ في جذوعِ الحدسِ صَلبا
وأمضي في كؤوسِ الرّصدِ شمعًا
أُحرِّقني إذا ما الفِكرُ شبّا
أُفجَّرُ في رياضِ رؤاكَ عينًا
وأسقطُ من فضاءِ هواكَ شُهْبا
متى يابلسمَ الآلامِ يمضي ؟!
بقلبينا .. حنينُ الحبِّ قُربا !!
إذا ما هكذا في الحبّ صرنا !!
أليسَ الوصلُ شيئًا مُستحبّا ؟!
*حسين الأصهب*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب