الجمعة، 11 فبراير 2022

طفل وديع كالقمر، للشاعر/حسين الأصهب


طِفلٌ وديعٌ كالقمرْ

كالحبّ في عهدِ الصّغرْ

كالشّاةِ دونَ جنايةٍ

بالذّبحِ وافاهُ القدرْ

بأبوّةٍ مَشحوذةٍ

بجريرةٍ لا تُغتفرْ

كالحُلمِ في وطني مضى

بتحشرُجاتِ المُحتضِرْ

كعقيقةٍ منحورةٍ

كالغصنِ بالرّيحِ انكسرْ

كإرادةٍ قُمِعتْ لشعبٍ

وهيَ في سنّ الصّغرْ

ككسوفِ شمسِ صبيحةٍ

كخسوفِ بدرٍ في السّحرْ

كزنابقٍ مسحوقةٍ

كالعقدِ بالفصّ انشطرْ

ويْ مالهذا الدّهرِ بالآلامِ

عنّا ما اندحرْ ؟

واللّيلُ بالأوهامِ لا يمضي

سرابًا مُندثرْ ؟

لازالَ يرتشفُ الحياةَ

فؤادي كالماءِ العكرْ

قلبي عليكَ مِنَ الأسى

يا ذا الذّبيحُ قَدِ انفطرْ

والأرضُ تبكي والسّماواتِ العلى إثرَ الخبرْ

"عثمانُ" ياوجعَ الطّفولةِ

والكهولةِ في البشرْ

يافجرنا المنزوعَ ذبحًا

كالنّخيلِ المنقعرْ

يابسمةَ الأوطانِ قدْ

سقطتْ كأوراقِ الشّجرْ

لا تبتسْ لو أنّ قلبَ أبيكَ

قاسٍ كالحجرْ

كالسّاسةِ الملقونَ هذا

الشّعبَ في وادي سقرْ

كالهيئةِ الجهماءِ في

وطني حوتْ أدهى الصّورْ

فقدِ استمدّ قساوةَ الأيّامِ

والوالي الأشرْ

واجتثّ فلذةَ روحهِ

وفؤادهِ ، ثمّ النّظرْ

فمضى بغيرِ بصيرةٍ

كالعيسِ في تيهِ السّفرْ

وافاكَ يومَ كريهةٍ

يومٌ يخيبُ بهِ الحذرْ

متظمّخًا ألقاكَ بالدّمِّ الزّكيِّ وبالكدرْ

فزمانُنا لو كُنتَ تدري مِثلَ

حظّكَ ، بلْ أمرْ

يطوي البراءةَ وهيَ برعمةٌ

بوجهٍ مُكفهرْ

وغريقنا "ريّانُ" قدْ أبكى

المدائنَ والحضرْ
إذْ شاعَ أمرُ وفاتِهِ

غرقًا فأغرقنا الخبرْ

كمْ عشنا في أملِ اللّقاءِ

وبالمنى خابَ الظّفرْ

فاقرءهُ من قلبي سلامًا

فيهِ أوجاعُ البشرْ

ولكَ السّلامُ أيا ذبيحَ

أبوّةٍ ملءَ عِبرْ

فاكرمْ بهمْ ربّاهُ

دارَ الخُلدِ نِعمَ المستقرْ



*حسين الأصهب*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *