تابع...
نادِرَةٌ من:
أخبار الظراف والمتماجنين
لأبي الفرج عبد الرحمن الجوزي.. (16)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
قال القحذميّ: دخل ذو الرّمّة الكوفة، فبينما هو يسير في بعض شوارعها على نجيبٍ له، إذ رأى جاريةً سوداء واقفةً على باب دار، فاستحسنها، فدنا منها، فقال: يا جارية! اسقني ماءً؛ فأخرجت إليه كوزاً، فشرب وأراد أن يمازحها، فقال: ما أحرّ ماءك!
فقالت: لو شئت لأقبلت على عيوب شعرك وتركت حرّ مائي وبرده.
فقال لها: وأي شعري له عيبٌ؟
فقالت: ألست ذا الرّمّة؟
قال: بلى!
قالت:
فأنت الذي شبّهت عنزاً بقفـــرةٍ
لها ذنبٌ فـــوق استها أمّ ســالم
جعلت لها قرنين فـــوق جبينهــا
وطبيين مسّودين مثل المحــاجم
وساقين إن يستمكنامنك يتـــركا
بجلدك يا غيلان مثــل المناســم
أيا ظبية الوعساء بين حلاحـــــل
وبين النّقــا أأنت أم أمّ ســــالم
قال: نشدتك الله إلا أخذت راحلتي هذه وما عليها ولم تظهري هذا؛ ونزل عن راحلته، فدفعها إليها، وذهب ليمضي، فدفعتها إليه، وضمنت له أن لا تذكر لأحد ما جرى.
يتبع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب