( ابتهال يا من له) من الكامل
خالد الشرافي
يا مَنْ لهُ حتّى الجمادُ يُمجِّدُ
لِجَلالِهِ تَعْنُو الوجُوهُ وتَسجُدُ
ولِفَضلهِ كلُّ الخَلائِقِ ترتجِي
وهُو الكَرِيمُ وبِالعَطَايَا أجوَدُ
ياربُّ إنـِّي بِالخَطايَا مـُثقَلٌ
لَكِنّنِي بِكَ مؤمِنٌ ومُوَحِّدُ
نَفسِى تُزيِّن لِي السُّقُوطَ بِغَيِّها
تَرنُو إلى جَمعِ الذُّنوبِ وتَنشُدُ
والرُّوحُ تَسمُو بِالفِعالِ وتَرتَقِي
ورِضاكَ مَطلَبُها وعَفوكَ تَقصدُ
وأنا إلهِي قدْ غَدوتُ كَما تَرى
مِنْ حِيرَتِي في حَالَةٍ لا أُحْسَدُ
فإذا ارتَقَيتُ فَمنْكَ ربِّي نعمَةٌ
وإذا هَبطْتُ فَأنتَ ربِّي المُنجِدُ
مِنْ طِينةٍ ياربُّ أنتَ خَلقْتَنَا
ولِأصْلِنا مِن دُونِ وعْيٍ نَخلُدُ*
وجَعلتَ في النَّفسِ الهُلوعَ سَجيَّةً
جَزعٌ بها في الضُّرِّ لَا تَتَجَلَّدُ
والمَنْعُ في السَّراءِ شرُّ طِباعِنَا
وكأنَّنا في الأرضِ سوفَ نُخَلَّدُ
الخيرُ تُنزِلُـهُ إلينَا رَحمَةً
وإليكَ ربِّي الشـرُّ مِنَّا يَصْعَدُ
تَدعُو لِقُربِكَ كلَّ عاصٍ مُذنِبٍ
وأنَا بِجَهلي كلُّ يَومٍ أبْعِدُ
يَاربُّ إنِّي قدْ أتَيتُكَ تائِباً
أهفو لِقربِكَ مخبِتًا أتَوَدَّدُ
يَا قَابلٌ لِلتَّوبِ مِنْ كُلِّ الوَرَى
يا غَافِرٌ يا واحِدٌ مُتفَرِّدُ
اِغْفِرْ لِعَبْدٍ يَبْتَغِي مِنكَ الرِّضَى
يَبْكي بِبابِكَ خَائِفًا يَتَرَدَّدُ
عَينُ الرِّضَى إنْ جُدْتَ يَاربِّي بِهَا
نَفسِي تَطِيبُ وَفي جَنابِكَ تَسْعَدُ
خالد الشرافي
نخلُدُ* نركن إلى الأرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب