.
إضاءات لغوية..
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ *لا بد للعرب من استرداد فلسطينَ، طال الزمن أم قصر:*
يخطئون من يقول: لا بد للعرب من استرداد فلسطين، طال الزمن أم قصر.
ويقولون إن الصواب هو: لا بد للعرب من استرداد فلسطين، سواءٌ أطال الزمنُ أم قصُر. ويستشهدون بقوله تعالى في الآية 193 من سورة الأعراف: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون}. وقد جاء (سواء) متلوة بالهمزة وأم ست مرات أخرى في القرآن الكريم.
*ولكــــــن:*
(أ) جاء في النحو الوافي: "يصح في الأسلوب المشتمل على (أمْ) المتصلة الاستغناء عن الهمزة بنوعيها (همزة التسوية وهمزة التعيين)، إن عُلِم أمرُها، ولم يوقع حذفها في لبس، فمثال حذف همزة التسوية: سواءٌ على الشريف راقبه الناس أم لم يراقبوه؛ فلن يرتكب إثما، ولن يقع في محظور".
(ب) أما مثال حذف همزة التعيين، فقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
بدا ليَ منها مِعصمٌ حين جمَّرت
وكفٌّ خضيبٌ زُيِّنتْ ببنــــانِ
فوالله ما أدري، وإن كنت دارياً
بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ
يريد: أبسبعٍ أم بثمانٍ. (التجمير: رمي الحصى، وهو من مناسك الحج).
(ج) يقول ابن مالك في ألفيته في حذف الهمزة:
وربما أُسقِطتْ الهمزةُ إنْ
كان خفا المعنى بحذفها أُمِنْ
(أُسقِطتْ: حُذِفت). يريد: قد تُحذف الهمزة بشرط ألا يؤدي حذفها لخفاء المعنى، والوقوع في اللبس.
(د) تُحذف الهمزة إذا كانت (أمْ)، التي تأتي بعدها، منقطعة تفيد الإضراب، مثل (بلْ)، كقوله تعالى في الآيتين 2 و 3 من سورة السجدة: {تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين، أم يقولون افتراه}. وقد جاء في تفسير الجلالين: "تنزيل القرآن لا شك فيه من رب العالمين، بل يقولون افتراه محمد".
(هـ) قال الأخطل:
كَذَبَتْكَ عينُك أم رأيتَ بواسطٍ
غلسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالا
أي: أكَذَبَتْكَ عينُك.
(و) قال ساعدة بن جُويّة:
يا ليت شعري، ولا منجى من الهرَم
أم هل على العيشِ بعد الشيب أم ندمِ؟
وفي رواية أخرى: ألا منجى، وعليه تكون (أمْ) متصلة لا منقطعة.
والأفضل أن نستعمل أولى الجملتين المذكورتين في صدر المادة، وهي: *(لا بد للعرب من استرداد فلسطين، طال الزمن أم قصر)*، لأنها أكثر اختصاراً، ولا يوقع حذف الهمزة فيها في لبس.
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب