*مرايا الأحاسيس---*
*----------------------*
تضيقُ بيَ الدُّنا خوفَ اغترابِك
وتوحشُني المساكنُ في غيابِك
تهدهدُ وحشتي قلباً خفوقاً
يملُّ العيشَ إلا في رحابِكْ
تطايرَ في غيابِك كالشَّظايا
وأسكتْ نبضَهُ من هولِ مابِكْ
حبيبُ إليك يأخذني شعورٌ
تعلق فيكَ واستلقى ببابِكْ
صداك إليِّ يحملُهُ طرياً
فهل يأتي صدايَ إلى جنابِك؟
وينقلُ لي هواك بكلِّ حينٍ
صباحَ مساءَ يفصحُ عن جوابِك
أيا من غبت يوم حواك قلبي
وحفَّك بالمشاعرِ وأحتفى بِك
وعانقَك الهوى إبانَ نأيٍ
وصافحَك الودادُ مع ذهابِــك
تركتَ فؤاديَ الظمآنَ لمَّا
تمنَّى العيشَ في دِفْءِ اقترابِك
تركتَ هواك يوم هوتك نفسي
وذاقتْ كلَّ حلوٍ من رضابِــك
لترتكبَ الغيابَ .. وذاك إثمٌ
وترحلُ حاملاً إثم ارتكابِــك
حَبيبَ القلبِ غِبْتَ .. فهاك قلباً
أحبَّك إذ أحبَّك واكتفى بِــــك
أحاسيسي تزورُكَ كلَّ حينٍ
تحنُّ إليك تطمعُ في إيابِــك
كتبتُك في مراياها كتاباً
يترجِمُني ..
فماذا عن كتابِك؟
عليك أنوحُ وأسفاه حزناً
وواقهري عليك
على شبابِــــك
وواقلباهُ تزدحمُ المآسي
بحوضِ صفاك تكثر من عذابِك
تلومُ
تعاتبُ الهجرانَ
تبكي
فلا جدوى للومِك أو عتابك
فآهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آهٍ
عليكَ
على هواك
على مصابِــك
أضفت الألفَ همَّاً بعد ألفٍ
وضعفَهما أضفتَ إلى حسابِــك
فما من فرحةٍ إلا وتأتي
ككربِك ،
كانتكابِكَ ،
كاكتئابك
وما من بهجةٍ تأتيك إلا
وتغرق بين أموج اضطرابِك
وما من حيلةٍ إلا أُحيلت
وحالت دونها… حممُ التهابك
وما من بسمةٍ إلا أرقيت
على خدَّيكَ من طولِ انتحابك
غيابُك قد برى ياأنسُ قلباً
يتوق للارتقابك وارتقابك
يراكَ يعيشُ مسروراً سعيداً
تغيبَ يذوبُ من هول احتجابك
يحنَّ إليكَ من قلبٍ شغوفٍ
بليل البعد حنَّ إلى خطابك
يعيشُ العمر في مدِّ وجزرِّ
فراحتُهُ تماهتْ في سرابك
فأين هوايَ من سفرٍ بعيدٍ
وحبً ابتدا بك وانتهى بك
أهذا الخوف يسحقني لأني
تركتك مذ رحلت بلا اصطحابك
تلوح بشاشتي طرباً متى ما
تفوح رياض عطرك بانسيابك
لماذا يرحلُ الاخيارُ عنَّا
أيا دنيا؟ ونبقعُ في يبابك
لماذا بعد ما ذهبوا بقينا؟
مللنا من تريثنا بغابِــــك
لماذا أيُّهذا الهمُّ تفري
وتبري ما يجولُ بنا بنابك؟
خرير الدمعِ يمطرني سحاباً
أيا عينايَ جودي من سحابك
على من روضوا الدنيا فلانت
فغابوا فليجد نبعُ انصبابك
الشاعر
*مسعود الشرعبي*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب