( الشّاعِرُ النَّحِيلُ )
بقلم بديع الزمان السلطان
"(كفى بجسمي نُحُولَاً أنّني رجلٌ
لولا مخاطبتي إيّاكَ لم تَرَنَي )"
وما نُحُولِيَ مِن داءٍ أُصِبْتُ بِهِ
لكنّهُ مِن أسىً جاثٍ على وطني
لأنّني متخمٌ بالحزنِ ، ممتلئٌ
بالخوفِ ، منكسرٌ في عَتْمةِ المِحَنِ
مُشَرَّدٌ كالأماني عن حقيقتِها
مسافرٌ كسحابِ الحلمِ في المُدُنِ
مُمَزَّقٌ كبلادي ، وانشَطَرتُ إلى
نصفينِ بينَهما لم يكتمل بدني
أَمُرُّ رغم انكساراتي وبي أمَلٌ
ما زالَ يُبحِرُ مِن صنعا إلى عدنِ
يُقالُ عنّي : نحيلٌ ما بهِ ألَمٌ
وما بِنا ألمٌ يا غُربةَ الزّمَنِ
وليس أوجعَ مِن هذي البلادِ إذا
نامتْ على طعناتِ الحربِ والفِتَنِ
فلا يُقَالُ : نحيلٌ مِن هوى امْرَأَةٍ
لكنْ يُقَالُ : نحيلٌ مِن هوى اليَمَنِ
بديع الزمان السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب