السبت، 20 أبريل 2019

وقفة على قصيدة..

.
               وقفة على قصيدة..
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

          قـــــراءة في قصيـــــدة:
  
                *(الفجـــــرُ آت)*
       
         للشَّاعـــــر: حسام الشراعي

قراءة الأديب الناقد الأستاذ عبد العزيز البُتيك

               ❉      ❉      ❉

◼ *القصيــــــدة:*

                 *(الفجـــــرُ آت)*

لنْ يطولَ الليلَ إنَّ الفجرَ آت

كم سيبقى جاثماً فوقَ الحياة؟

يا صديقي

إنَّ ظُلْمَ الليلِ يخشى

مِن بصيصِ الضوءِ

يخشى

مِن شظايا الأُمنيات

لو أشعَّ المرءُ يوماً

بعضَ أفكارٍ

وغنَّى

سوفَ نلقى الليلَ مات!

كُلُّ نورٍ مِنكَ يأتي

رُغم أنفِ الحربِ فاضحك

لا تُبالي

وابتسِم شمساً على ليلِ الطُغاة

يا صديقي

أنتَ لونُ الحُبِّ دوماً

لستَ مَن يرضى الفُتات

لستَ إلا جذوةً للنورِ

تأبى

أن يواريها الشتات

أنتَ غيمٌ فيكَ ماءُ الحُلْمِ

فاسكُب مِنهُ فينا

كي نرى الآمالَ تحيا

مِن على كومِ الرُفاة

إنَّ هذا الكونَ حُرٌ

والأيادي

فيهِ تحيا دونَ قيدٍ باسِمات

فابتسِم أيضاً فإنَّ الليلَ ماضٍ

ثُمَّ إنَّ الفجرَ آت

                   حسام الشراعي

             ☆     ☆     ☆

◼ *القـــــــــــــراءة:*

         "أُمَّــــاهُ إنَّ الفــجرَ آتٍ،

               والسَّعيدة آتية"..

مازلنا نؤمن بإشراق فجر يحملُ في طيَّاته سلاماً، وحباً، وسعادةً، وسلاماً، ومازلنا نزرعُ التفاؤل ونحيا بهِ رغم كل ما يواجهنا..

لقد وقف الشاعر في هذهِ القصيدة وقوفَ المؤمن بمستقبلٍ جميل، الواثق بفجرٍ قادم ومُشرق، بعدَ أن أصابنا اليأس، وكاد أن يتمكنَ منَّا، وافتتحَ تفاؤلهُ بعنوان القصيدة الجميل:

                    (الفجرُ آت)..

يقينُ الشاعر بفجرٍ قادم مشرق ظهرَ في البيت الأول وبصورة مباشرة، وكأنهُ يقول: هأنذا أولكم يقيناً وإيماناً بذلك..

ولذا فقد صاغ الشاعر أبيات هذه القصيدة على شكل حديثٍ مع أحد أصدقائه الذينَ أُصيبوا باليأس، وهاهو يحاول أن يُوصل كلمات هذه القصيدة إلى قلب صديقهِ فلعلَّها ستصادفُ قلباً يعشقُ الحياة ويكرهُ التشاؤم..

"لو أشعَّ المرءُ يوماً

بعضَ أفكارٍ

وغنَّى

سوفَ نلقى الليل مات!"

شرطٌ ونتيجة، عملٌ وهدف، حلمٌ ورؤية، وكأنهُ يقول: لٱ بأس أن تشع يا صديقي، لا بأس أن تنبش الأفكار، لا بأس أن تغني للحياة، لا بأس بكل ذلك لأنَّ بهم سيُشرق الفجرَ الذي نريد، وسيظهر الصبح الذي نحب..

أيضاً مع أنهُ كان من الممكن استبدال حرف النون للفعل (نلقى) - لأن الفعل مازال مرتبط بـ(المرء) - بحرف الياء (سوف يلقى) لكنَّهُ استخدمَ النون كناية عن عظمة الفعل، وتحقيق النتيجة والتي هيَ: (موت الليل وذهابه)، وهذه من الدلالات والإيحاءات التي يغفل عنها كثير من الشُّعراء..

"رغم أنف الحرب فاضحك

لٱ تبالي

وابتسم شمساً على ليلِ الطُّغاة"

وكأنهُ يقول لصديقِه: إذا ابتسمتَ يا صديقي وإذا ضحكتَ رغماً عن الواقع الذي تعيش فيه، رغماً عن الحرب وعن كلِّ شيء ابتسم واضحك و غنِّ ونقِّب عن أفكار الحب لأنكَ لون الحب ومُلوِّنه، وأيضاً في هذهِ البيت يُشيرُ الشاعرُ لعبارةِ الحالةِ الخاصة بهِ في الواتساب (سنبتسم رغم أنف الحرب) لكنها هُنا في قالبٍ شعري جميل..

ما أبلغَ الختام..!

"فابتسم أيضاً فإن الليل ماضٍ

ثم إن الفجر آت"

الفجر يتبع الليل دائماً لكن بمعناهُ الحسي، ومازلنا ننتظر الفجر المقصود في القصيدة، الفجر الذي تسبقهُ أداة العطف "ثمَّ"، فجر النور والعزة والتقدم والحضارة، فجر السلام والحب والوئام، فجر يُشرق من بين ثنايا شاعرنا القدير وقصيدته..

                       عبد العزيز البُتيك ..
                                                                           
                ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄  
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *