الحزنُ الشّفّاف
بقلم الشاعر
بديع الزمان السلطان
الأُغنياتُ قصائِدٌ وقوافي
والأُمنياتُ شَوَاطِئٌ ومرافي
والحبُّ في زمنِ الحروبِ سحابةٌ
والرّوحُ أُفْقٌ ظامئٌ وفيافي
وأنا وأشواقي القديمةٌ عابِرٌ
في ذي البلادِ وهامِسٌ لِضِفافي :
عَارِ مِن الأحلامِ هذا المُنْتَهى
مُتَوَغِّلٌ في حُزْنِهِ الشَّفَّافِ
ومُلَبَّدٌ بالخَوْفِ يا وطَنَ الأسى
ومُضَرَّجُ الأرجاءِ والأكنافِ
مُتَوَقِّفٌ فيكَ الزّمانُ وأهلُهُ
وتجولُ فيكَ بنادِقُ الأطرافِ
فبِأَيِّ طعنةِ غادِرٍ قد نكتفي؟
يا طعنةَ الأعرابِ والأحلافِ!!
لا شيءَ يُوحي بالحياةِ ولا صدىً
غيرَ البكاءِ ، وشاعِرٍ ذَرَّافِ
الوقتُ ينتَعِلُ الفَنَاءَ عقارِبَاً
لِيَمُرَّ مِن (صُرواح) (لِلْمِخَلَافِ)
وأنا على كَفِّ المَسَافَةِ واقفٌ
والرِّيحُ تعصِفُ في قُرَى الأحقافِ
الموتُ يجتاحُ الجميعَ مِن الثّرى
فكَأَنَّنَا وَقْفٌ مِن الأوقافِ
بُحَّتْ حناجِرُنا بكلِّ قصيدةٍ
والحربُ تقتلُ فِطرَةَ الأعرافِ
يا موتُ حسبُكَ ما أخذْتَ مِن الورى
هلّا اكتَفَيْتَ بهذهِ الآلافِ ؟ ..!!
بديع الزمان السلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب