(مواعظ)#
بقلم الشاعر حسن ضامرظافر#
ضيعت عمركَ في المتاهةِ تلعبُ
فمتى تفيق وللهدايةِ ترغبُ
أنفاسُ عُمركُ عنك تذهب كلما
يمضي بها نَفَسُُ ُ فبعضُك يذهب
كم ميتٍِِ والموت ليس يحده
عمرُ ُ وعمرك ربما هو أقرب
لو كان عمر المرءِ محدودَاً لما
ندب ابنه في موتهِ يوماً أبُ
ولقد خُلقت لغايةٍ فاعمل لها
ما دمت حياً في حياتك تدأب
وانظر الى الدنيا فانك راحــلُُ ُ
عنها وخذ منها لما هـو أوجب
كلُ ابن آدم مذنبُُ ُ لا عيب في
ذنبٍ إذا تاب المسيء المذنبُ
والعيب في أن يستمر بغفلةٍ
يجني الذنوبَ وللخطيئةِ يكسب
لا تحسبنَّ الله يغفل عنك بل
في ما تحيك له بنفـسك يـــرقُب
أجعلت أهونَ ناظرٍ لك من يرى
ذنباً له عن خلقه بك تحجب
أولست تؤمنَ بالإله...وبالذي
جاء الرسول من الكتاب تكذِّب
أم مؤمنُُ ُ مستهترُُ ُ بإلله في
ما قد نهى تأتي الذنوبَ وتركب
أولم يكن لك حجةُُ ُ في الله في
القرآن إذ قال اعملوا وتجنبوا
أم لم تكن في الوعي عن كل الذي
بالسوءِ كان لخير نفسكِ يَسلب
أولم يعظك الموتُ أم تعلم متى
سيحل حتى إن دنا تتأهب
أم غـرك الأملُ الكـذوبِ ونعمةُُ ُ
ممن له تعصي ومن لـك يصحب
بالله قلي ما الذي ستقوله
لله حين له بذنبك تُسحب
هل سوف تنكر للكتاب وتقتل
الملك الذي لجميع ذنبك يكتب
أم سوف تدفع فديةً من أجل أن
تُطفي بها النار التي بك تلهب
أم سوف تخدع يوم بعثك من أتى
بك عنوةً عند الجزاءِ وتهرب
إن كان ذلك ما تراه فما ترى
هو شرَّك الأعمى الذي لك يعطِب
يا صاحبي فاسمع نصيحة مُذنبٍ
يرجو له ولك النجاتَ ويطلب
في فسحةٍ ما زلت فاعلن توبةً
من لم يتب عن ذنبه يتعذب
واندب عليك تندماً من أجل أن
تسعد بروضٍ أو بنـارٍ تندب
بالله لا تشرك فكل ذنوبنا
من دون شركٍ ربما قد تُشطب
ولتستعن بالله واترك غيره
وبه اتكل في كل ما يترتب
واجعله في كل الأمورِ مراقباً
فهناك تخلِص والضميَّر يؤنِّب
واغنم لخمسٍ قبل خمسٍ قوةً
من قبل ضعفٍ للإرادةِ يُنضِب
واغنم حياتك قبل موتك واغتنم
من قبل سُقمِك صحةً لك تُوهب
واغنم فراغك قبل شغلك واغتنم
منك الشباب فبعدها تحدودب
من لم يحدث بالجهاد لنفسه
بالجاهلية قد يموت ويُنكب
رد الحقوقَ لأهلها إن الذي
يرعى الحقوقَ الزاهدُ المتأدبُ
أدِّ الفروضَ جميعها من دونما
نقصٍ فبعضٍ دون بعضٍ تَرسَب
النقصُ يأتي في الزكاة كمثلما
تأتي أثنتان من الصلاة المغرب
وامضِ بمنهاج إلى هدف ٍولا
تك سائباََ مثل البهيـمة تُجـلب
واجلس مع الأخيار لم تشق بهم
واشرب مع الجلساء ذكراً يشربوا
ورِدَ الدليلَ من الكتابِ وسنةٍ
فهما وعن كل الموارد أعذب
واتبع دعاتك في الحياة فإنهم
نحو الهداية في طريقك أصوب
عش دائماً للحق وانصر أهله
واكسب له في الناس من لك يُجذب
ودع التعصبَ فالتعصب آفةُُ ُ
والناس أجهل ما بهم متعصب
وابعد عن الأحقاد نفسك إنها
للإنتقام وللعداوةِ تنجب
واترك أذاء الناس إنَّ أذاهمو
مثل المخالب في عيونك تُنشب
إلا إذا آذاك شخصُُ ُفاسدُُ ُ
يدعو لسوءٍ فليكن لك مخلب
واحفظ عهودك والوعود فكل من
نكث العهودَ منافقُُ ُ ومذبذبُ
هذِّب سلوكك في التعامل إنما
في الحق يكتسب الرجالَ مُهذبُ
ولوالديك اطع ولا تنهرهما
واحذر أخي لهما تعق وتَغضِب
واحذر من الدنيا ونفسك والهوى
وكذاك شيطاناََ لخيرك يغلب
لا تؤثر الأدني على الأعلى ولا
تستبدل الأردى لما هو أطيب
وعليك نفسك قبل يوم حسابها
حاسب لتنجو بالذي لك يُحسب
واسمُ بنفسك في الحياة ولا تكن
هملاً لكل مطـبلٍ لك يَطرب
فالحق معروفُُ ُ كمثل الشمس في
وضح النهار به مسيرك أوجب
واحفظ لسانك واحترص لفظاً فكم
في النار منه على المناخر كُبكُبوا
وصل الأقارب وابتعد عن ظلمهم
واحرص على ودٍ به تتحبب
واحذر تعين الظالمين وإن همو
ملكوك يوماً بالسلاح وألبوا
واعدل ولا توشِ ولا تقذف ولا
تغتاب أو عند الخصومة تكذب
لا تحقرنَّ الناس إنك منهمو
تحقيرهم لك للحقارةِ يجلب
واعرف لنفسك قدرها كم سافلٍ
عن ما سواه بنفسه هو مُعجب
وانفق على المسكين وارحم بائسا
واعن لمحتاجٍ فذلك أثوب
وعن المحارم غض طرفك فالذي
يأتي المحارم في جهنم يُصلب
في الله واصبر كي تفوز بجنةٍ
للصابرين بها مــقامُ ُ أرحب
واستلهم الماضي البغيض وخذ به
عبراً وتصحيحاً لما هو أنسب
ما قيمة الدنيا بلا دينٍ سوى
جديِِ أسكٍ جيفةٍ يتتربُ
فيها أجلُّ من الملائك صالحُُ ُ
وبها المضلُّ أجلُّ منه الثعلبُ
فاحرص على باقي حياتك أن تكن
نحو النجاةِ بصالحٍ تتسبب
بالله قلّي ما الذي حققته
فيما مضى غير الذي لك يَخْرِبُ
فابدأ بناءك من جديدٍ وارتقى
لله واحذر غفلـةً لك تقلِب
الله يدخل للجميع بجنةِِ
ولها يسير الكل إلاّ من أبوا
قالوا ومن يأبى أجاب رسولنا
يأبى الذي يعصي الإله ويلعب
والحمدلله الذي من فضله
هذا البيان له به أتقرب
ثم الصلاة على النبي وآله
يأرب واغفر لي فإني مذنب
&&&&2017م
شعر/حسن ضامرظافر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب