الأحد، 9 يونيو 2019

نزر من: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير

تابع...
            نزر من: المثل السائر
     في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير
                                            (28)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾

وقرأت في كتاب الأغاني لأبي الفرج في تفضيل الشعر أشياء تتضمن خبطا كثيراِ، وهو مروي عن علماء العربية، لكن عذرتهم في ذلك، فإن معرفة الفصاحة والبلاغة شيء خلاف معرفة النحو والإعراب.

فمما وقفت عليه، أنه سئل أبو عمرو بن العلاء عن الأخطل، فقال: لو أدرك يوما واحدا من الجاهلية ما قدمت عليه أحدا، وهذا تفضيل بالأعصارِ لا بالأشعارِ، وفيه ما فيهِ، ولولا أن أبا عمرو عندي بالمكان العلى لبسطت لساني في هذا الموضع.

وسئل جرير عن نفسه وعن الفرزدق والأخطل، فقال: أما الفرزدق ففي يده نبعة من الشعر، وهو قابض عليهاِ. وأما الأخطل فأشدنا اجتراء، وأرمانا للقرائضِ. وأما أنا فمدينة الشعر. وهذا القول في التفضيل قول إقناعي لا يحصل منه على تحقيقِ، لكنه أقرب حالا مما روي عن أبي عمرو بن العلاء.

وسئل الأخطل عن أشعر الناسِ، فقال: الذي إذا مدح رفعِ، وإذا هجا وضع. فقيل: فمن ذاك؟ قال: الأعشىِ، قيل: ثم من؟ قال: طرفة. وهذا قول فيه بعض التحقيق؛ إذ ليس كل من رفع بمدحه ووضع بهجائه كان أشعر الناس؛ لأن المعاني الشعرية كثيرة، والمدح والهجاء منها.

وسئل الشريف الرضي عن أبي تمام وعن البحتري وعن أبي الطيب، فقال: أما أبو تمام فخطيب منبر. وأما البحتري فواصف جؤذر. وأما [المتنبي] فقاتل عسكر. وهذا كلام حسن، واقع في موقعه، فإنه وصف كلا منهم بما فيه من غير تفضيل.


                                         يتببع...  
               ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄      
                     من مختارات:
              سلطان نعمان البركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *