(منعوا الكلام ) لـ عبد الرحمن جانم

(منعوا الكلام )

لـ عبد الرحمن جانم

سجنوا قصيدي يا سهام
وضعوا القيود على حروفي
صيّروا شعري أسيراً
دونما أدنى اتهام

فتيمّمي بالشعر وابقي

واقرأي ما قد تيسّر

منهُ في جنح الظلام

ما عدت أقدر أنا أحاكي
زهرة البستان كلّا
اليوم في هذا المقام

ما عدتُ أقدر في دروب الصرح أصرخ من جراحي فيهِ نطقاً بالكلام

ما عدت أقدر أن أقول قصيدتي
فيها وأمضي للأمَام

وضعوا القيود على لساني
أودعوا شعري بسجنٍ
بين جوفي انتقام

قالوا بأنّي قد صنعت جريمةً
بالوتس ألقوا لي اتهام 

لمّا كتبت من القصائد في المحبّة والغرام

ما عدتُ أقدر أن أعيش بمعقلٍ
من دون أنتزع اللجام

لن أستطيع الصبر فيها  حين  تَنتزعُ اللثام

وأرى حروفكِ لو تمرً عليّ تجعلني حطام

وإذا مررتُ بها تخفّ أخالها مثل الغمام

منعوا السياسة عنوةً ومجالها قلنا تمام

والآن أمنع أن أجاري
أيّ شعرٍ
أيّ حرفٍ
ٍ أيّ أنواع الكلام

ما ظنّي ما فعلوا مباحاً
إنّ ما ُ فعلوا  حرام

لا يجعلون القيد فينا
عنوةً
من يدّعون بأنّم
  كانوا رموزاً للسلام

ماذا سأفعل إن بقيت ملجّماً
بالصمت أقتل كلّ حرفٍ  خارجٍ منّي يؤدّي
واجباً للانسجام؟ 

ولِمَ البقاء بسجنهم مادمتُ قد أضحيتُ فيها
تابعاً
ومتابعاً بين الركام؟!

ولِمَ البقاء وكلّهم شتّى
يفرّقهم عداء الانقسام؟!

ضمّي حروفك يا سهامُ وسافري
ما عاد شعرك  ترتجيه الناس حبّا شاغفاً
مادام يدعو  للسلام

ما عاد فينا شاعرٌ حرٌّ
يقول الصدق
ينتقد المظالم
يستسيغ الحقّ
يرفض للتعدّي والظلام

الكلٌ منهم قد جروا
بعد المصالح رغبةً بالمال حتّى
لو يكون المصدر المجنيَ منهُ
كائناً بين  الحرام

قد ماتت الأخلاق فيهم فايأسي
منهم ولا لا تأملي يوماً
فلن تلقي شجاعاً شاعراً
فيهم نبيلاً أو همام

ولن تلاقي  بينهم
لا صالحاً
لا صادقاً
لا مخلصاً
لا فارساً
لا مؤمناً إن قال قولاً
أتبع الفعل الكلام

.....إلخ

لـ عبد الرحمن جانم