غربةُ البن
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
ألفيتُ للحبِّ في عينيكِ متّسعا
فارتدْتُ بحرَهما مستأنساً وَلِعا
إن لم تكن سنّةً في الحبِّ ثابتةً
أن نلتقي فلتعشْ يا قلبُ مبتدعا
يا غربةَ البنِّ ؛ لا ( عبدالوكيلِ ) بدا
ولا بموعدهِ ( مسعودُ ) قد رجعا
يا عمرَ ( نوريةِ ) المهدورُ صابرةً
( ياسين ) على نقشِها ( ياسين ) ما جَزعا
رضتْ من العيشِ بالعهدِ الذي قطعتْ
و زادُها الحلمُ لا خوفاً و لا طمعا
في قريةِ ( المفرقِ ) العزلاﺀِ تحملُنا
أحلى الحكاياتِ نحو الخيرِ مجتمعا
هذي ( أنيسةُ ) لا طاحونَ يؤنسُها
ولا ابنُها ( شاكرٌ ) من خبزها شبعا
طافت ( مَلِهْ إممم ) في الأرجاﺀِ ناصعةً
( عبّاسُ ) شكّلَها من روحِهِ قِطَعا
و ( عاقلٌ ) سادرٌ في غيّهِ شَبِقٌ
تراهُ في كلِّ فنٍّ للهوى برعا
و ( حافظٌ ) في هوى الماضيّ منشغلٌ
لانَ الحديدُ لهُ و الخلُّ ما سمعا
يا عمي يحفظُكَ ( اليحمانُ ) ذا ( قديٌ )
ما فاتَ ماتَ و ما تخشاهُ قد وقعا
( نشوانُ ) يا موسماً للبنِّ مؤتلقاً
من كلِّ زخّةِ حبٍّ للنّدى جمعا
تهفو إليك ( ثريَّا ) ملﺀَ فتنتِها
و نجمُها في سماﺀِ المجدِ قد سطعا
ما بين ( أثيوبيا ) و الأهلِ أغنيةٌ
تستظهرُ الشوقَ أو تستبطنُ الوجعا
يا عمّ ( منصور ) ماذا أنتَ حاملهُ
من الهدايا ؟ فهذا ( مانعٌ ) صدعا
( ارجعْ لحولِكَ) زهرُ الحقلِ ذابلةٌ
في صدرِ أنثاكَ جفَّ الماﺀُ و انقطعا
( ارجع لحولِكَ ) ليلى لم تزلْ وطناً
بالوصلِ تجعلُ من صحراكَ منتجعا
قسراً تشردُنا الأوطانُ .. نحملُها
في كل منفى حنيناً نرتديه معا
رحماكَ يا موطنَ الهجراتِ كيفَ لنا
ألّا نغادرَهُ جوعاً و لا هلعا
كم ( حامدٍ ) فرَّ من أحبابِهِ حنِقاً
و كم ( عتيقٍ ) تولّى الظلمَ و اتبعا
كم ( قايدٍ ) بأيادي الغدرِ قد لُفظت
أنفاسُهُ غالَهُ أبناؤهُ جشعا
و كم مخدَّرةٍ من خدْرِها خرجتْ
تواجهُ الوحشَ لا تخشى الذي صَنَعا
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
محمد ناصر السعيدي
صح لسانك وعلا شانك دام ابداعك وتالقك
ردحذف