أحبه.. بقلم الشاعر محمد عبدالقدوس الوزير

أحبُّهُ
=
أحبُّهُ وإن امتدَّتْ بي السُّبلُ
وأحفظ العهدَ إن ألقاه أحتفلُ

أحبهُ ودميْ يفديه يومئذ
فأسكبُ الودَّ ضوَّاعاً وأبتهلُ

أحبُّهُ ما لغير الحبِّ ذبتُ جوى
وأدعي الصبر والأحشاءُ تعتملُ

أحبُّه رغم كل البعدِ عن وطنيْ
وقد توطَّنتُ أشواقيْ وبيْ أمل

أحبُّهُ ورياح الشوق تعصرُنيْ
ويعصفُ الوجدُ آهاتيْ .. متى أصلُ ؟

أحبهُ كلما فاحتْ معالمهُ
وراود القلبَ حلَّتْ عنده الرُّسُلُ

أحبهُ معلناً مالي سواه وبيْ
رعشُ الخطاب إذا ما قال أختضلُ

أحبُّهُ بأبيْ والأهل موقنةً
بأنه الكون , وحدي تهدنيْ السبُلُ

أحبه بلغات العصر حيث أرى
كل الدُّنى , ويراني الكونُ أكتملُ

أحبهُ قطراتٍ كلما هثمتْ
وحرك المزنُ غيماً فيه أغتسلُ

أحبُّهُ لوحةً في صدر أمنيتيْ
وبالأغانيْ أسلِّينيْ وأرتجلُ

أحبُّهُ روضةً في حاضرات فمي
ليرسم الوردَ من قنِّينتيْ الخجلُ

أحبهُ ما سوى طيفٍ يُحاصرنيْ
وفيه تسكرُ منيْ زهوةً قُبلُ

أودُّهُ أن يباريْ كل فاتنةٍ
ليعرف القدرَ , أو يدري الهوى زُحلُ

أودُّهُ أن يقود الوصلَ ناحيتيْ
فإننيْ بتُّ , تخشى فورتي الدولً

أودُّهُ وله منيْ عليه هوى
أوقفتُهُ , وبه صبَّ الندى العسلُ

أودُّهُ وأزاهيريْ تناشدُنيْ
أن أبعث العين عند القلب تكتملُ

أحبُّهُ صدقتْ روحيْ مطمئنةً
مثليْ تقولُ فماذا بعدُ يا رجلُ

فقال حسبيْ الذيْ أضرمتُ جوف جوى
وحسبكِ الحبُّ , إنيْ منك أنتهلُ
=
محمد الوزير –
صنعاء 29 يناير 2014م