ساحرةُ المقل
قالت وأرسلت الكلامَ على خجل
يا شاعرٌ قد هامَ في صوغِ الجُمل
إني لأطلبُ من حروفِكَ مطلباً
قأجبتُ إني مانحٌ من قد سأل
قالت فصف عينايَّ .. قلتُ : مُغَيَّبَاً؟!!
قالت سأرسلها إليك على عجل
بعثت إليَّ بعينها اليسرى وقد
جعلت من اليمنى رهينَ المعتقل
فأجبتُها إني لأخشى حينها
من عينكِ اليمنى يراودها الزعل
ضحكت وقالت أيها الشعراءُ لا
لا تُغلَبون وتَغلِبون لدى الجدل
بعثت إليَّ بوجهها فكانهُ
بدرٌ إذا ما البدرُ شاهدهُ أفل
ويحفهُ شعرٌ كأنَّ خِصالَهُ
ذهبٌ يسيلُ إذا تموجَ وانسدل
ضدان قد جُمعا بوقتٍ واحدٍ
سبحانَ من جمعَ النقيضَ بلا خَلل
عيناكِ يا (يُسرى) نعيمٌ دائمٌ
سيفٌ تجسدَ في بوارقهِ الأجل
عيناكِ ميلادُ الخلودِ ونفحةٌ
من جنةِ الفردوسِ تنبضُ بالأمل
عيناكِ فجرٌ قد تنزل فيهما
وحيٌ من الإلهامِ حيٌ مُرتَجَل
تتسابقُ الأوصافُ في مدلولها
حتى تغزلَ في محاسنِها الغزل
حوراءُ قد حفَ البياضُ سوادَها
كجزيرةٍ فيها المباهجُ والظُلل
عيناكِ بحرٌ في بريقِ صفائهِ
درٌ يمتعُ ناظريهِ بلا ملل
صلى الجمالُ على محاجرَ مقلةٍ
صيغت بسحرٍ ذابَ فيها وابتهل
منها العيونُ تكحلت بجمالِها
ورموشها من صنع خالقها اكتحل
والحاجبان كنصفِ قوسٍ لم أجد
نداً يماثلُ في جمالهما مثل
والأنفُ رمحٌ باسقٌ في نصلهِ
حدٌ إذا ما سُلَّ من غمدٍ قتل
ومباسمٌ حُفت بخمرِ رضابها
فكأنها شهدٌ يُقَطِرُ بالعسل
..
والصدرُ بستانُ فسيحٌ بونُهُ
يزهو و يحلو بالجواهرِ والحلل
حازت مقاييسَ الجمالِ وإنها
لرقيقةُ الأطباعِ لا تهوى الزعل
لو أنها خُلقت بأرضِ جهالةٍ
عبدوا محاسنَها وما عبدوا هُبل
فتحيتي تُهدى إليكِ أُخوةً
يا من أسميها بساحرة المقل
الأستاذ / يحيى حزام الحايطي.
2019/8/27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب