بحر الهزج ..مفاعيلٌ مفاعيلُ
غرفة الماضي
.
دخلتُ لغرفةِ الماضي
وكان نسيجها هلهَلْ
فأوجَعني الذي فيها
وأضحى واقعي مُعتَل
ولآزَمني الاسى وقتاً
وكادت نجمتي تأفَل
بهتُّ وخرَّ هِندامي
قنتُّ من اقتفاء الحَل
قعدتُ أعد أيامي
نداماتي كتلٍ جَل
أعضُ بلَو ويا ليتي
وأوقظ ما غفى من زَل
وغاب سنا رجاءاتي
وبنيانُ المُنى يختَل
غرقت بنار آهاتي
وسائدُ مُقلتي تخضَل
نوافذ غرفة الماضي
تنوء بحِملها كطلَل
وباب الغرفة السوداء
كمثل الطَّود مثل جبل
بكيت وعزَّ لو وسناً
لأحلمَ ماضياً أجمل
أودُّ يداً لِتنشِلَني
وتَسند ضلعيَ الاحول
ولو آوي إلى رُكنٍ
شديدٍ كاسراً من غل
يُهدئُ حُرقةَ الذكرى
ويَفتحُ للكرى مدخَل
يُطببُ جهشتي الحرّى
ويدعمني ببعض الحل
يُلطّف حزن ناياتي
يموسقُ نغمةً أجمل
يقول انهض فهاك يدي
كطوق نجاة فلتحفل
ويَربتُ فوق أهدابي
ويرفع راسيَ الأهدَل
يُذكرني بلطف الله
وأنّ الله لا يغفل
وباب التَوبِ مفتوحٌ
متى ما جئتُ لا يقفل
رجوتُ ولم أجد سنداً
صديقاً أو أخاً يسأل
تكالبتِ الجميع عليّ
فؤادي أحرفي والعقل
أسفت ولم أجد أسفي
يُرتّقُ من قميصي الخل
لماذا أيها الماضي
تُجرّع حاضري حنظل
وتُنسيني ابتساماتي
وتَكفر عِشرةً من قبل
وتدفنُ لي نجاحاتي
لتجعل خاطري يجفل
تُجمّع لي انكساراتي
تضخّم لي لِمام الزل
فزمجر داخلي صوتٌ
يُنادي قُم الي المعول
وكسّر شأفة الماضي
وأسرج ظهره جحفل
الي كم تندب الذكرى
وترغي أمسك الاول
بربك هل يعود الرمس
ويرجعُ خَلقه الاول
بربك هل نواحك ذا
يعيد حبيبك الامثل
تحرك.. كسّر الاغلال
ومن عبق الرضى فانهل
دعِ الماضي وظلمته
وفكّر في غدٍ أفضل
تحرر من قيود الامس
وعمّر عرشَ مُستقبَل
على أنقاض ما قد رم
سترقى للعُلا فاعمل
ومما فات من فشل
بغير النصر لا تقبل
أنرت شموع أفيائي
نظرت الي المدى بأمل
نفضت تراب نافذتي
غسلت ذنوبها بالطل
نظرت شقوق جدراني
حشوت شروخها صندل
أرممُ كل ما فيها
لأبني واقعاً أفضل
وعاد العزم متشحاً
وهذا الجرح منه دَمَل
أنار البدر آفاقي
وليل الذكريات رحل
.
.
.
.عبدالرحمن يونس
1-9-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب