ثمن الموت
ليلة باردة ليست كالمعهود، فالجو معتدل، لكنها باردة من الأخلاق، باردة من الكرامة؛ بل صارت متجمدة باللإنسانية!!
ظل محتارًا أين يكمن الخلل؟!
ربما لأنه لا يملك مكيفًا يعدل فيه تلك البرودة! لكن كيف سيتملك المكيف ومعدله المادي قد جف بعد أن تجمد راتبه بين أرصدة الحرب التي تفتك بوطنه الذي تجمدت حرارته، فلم يعد وطنًا صالحًا للحياة!
صار مقبرة للأحياء الذين باتت قلوبهم مدفونة، دماؤهم رخيصة، كيانهم مبعثر، تجدهم يلهثون للخارج بحثًا عن سعادة تغمرهم!
مع ذلك مازالت البرودة تصعقهم في الداخل والحرارة تكويهم من الخارج، إما يتسولون أو يبحثون عن ممرات للعودة إلى هذه الأرض التي كانت يومًا ما سعيدة!!
لا لوم عليهم فقد كانوا يشترون الراحة ويدفعون ثمنًا باهضًا بالغربة أو الحنين أو العمل الشاق، حرصوا على شراء البيوت ولم يتوقعوا بأنهم سيشترون القبور كذلك يومًا ما، لم يتخيلوا بأنهم سيتذوقون العلقم حتى في لحظة الموت التي تخلصهم من ذلك العناء، كانوا يفكرون بقيمة الكفن لكن ثمنه زهيد أمام مكوثهم لأيام قبل دخولهم للقبر وانتظار تصاريح الدفن ورشوات شراء القبور، هذا بعد التهام الكورونا لهم وليس وحده فقد تكالبت عليهم الأوبئة قبل الكورونا والذي استجد في الأمر أنهم صاروا مجبرين على دفع ثمن الموت الذي يقدّر بأضعاف ثمن الحياة التي عاشوها!! فبدل أن كان الموت مرة صار مرتين في وطنه فقط!!
فلا حياة كريمة ولا ميتة سوية!!
مازال ينقب عن إجابة هذا السؤال:
ما المطلوب منّا بالضبط؟!
#مروة_صالح.
١٣-١٠-١٤٤١ه
٥-٦-٢٠٢٠م.
جميل جدا
ردحذفلا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمحزن جدا حال البشرية مع الحروب فكيف لو زادتهم كورونا ويلاتها!!!!
ردحذفبسم الله الرحمان الرحيم
ردحذف(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156)أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157))
الأمل موجود وربنا كريم..
ردحذفوحسبنا الله ونعم الوكيل
احسنتِ وأبدعتي يامروة...