.
#نفثات_شعورية_في_محراب_الشعر
(أيلول عذراً)
شعر: آزال الصُّباري
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وأتيتَ يا أيلولَ مبتسماً
والمجدُ في عينيك أغنيةٌ
وشعلةُ الأحرارِ تحملها يداكَ
أأتيت تعتزمُ السعيدة!؟
وأتيتَ كيفَ أتيت؟
والأفقُ بالظلماتِ يغرقُ والدخانُ مدائنٌ
والجهلُ قد ألقَى وعيده
أأتيتَ كيفَ أتيت؟
أأتيت يا أيلول تنشدنا ربيعاً؟
ماتَ الربيعُ براحتينا خائفاً
كالغيم ِفي كلِّ المواسم
هل لنا أن نستعيده؟
أيلول عذراً…
أين أمجادي التَليدة؟
والأرضُ تمشي مذ رحلتَ ضريرةً تسلو بذاكرةٍ وحيدة..
المجدُ أشرقَ من جبينكَ واكتفى
والنصر يسعى…
بين ذاكرتي وبينك
والنورُ بُدد واختفى
وأتيتَ يا أيلول معجزةً مجيدة
أيلولَ عذرا..
لا أرى لي من حماماتٍ هنا
ما من محافل لا أحد
والصرحُ يومئءُ لا بنين ولا بلد
والهدهدُ الموعودُ ضل طريقه
وحدي أنا
أنثاكَ بلقيسٌ…
أنا…
هذي الحزينةُ والأبيةُ والشقيةُ والعنيدةُ
وحدي أقاتلُ وحدتي
يختط من وجعي
دروبا جَمَّة ًللعابرين
وحدي أُمرِغُ خوفَ من جاؤوا بصمتي إفكَهُمْ
وأصُبُّني صبراً هنا
وحدي أهش الجوعَ عن جسدي بظلٍ من عصا
وأهزني وطناً ذَوَى
وحدي أثور فلا حماة ولا مدد.
هتكوا لياليَّ البغاة
صلبوا القصائدَ في فمي، وجردوني من ردائي
ثم للحراس في سوقِ السياسية قد رَمَوه
سرقوا وعائي، خبزَ أطفالي، بكاءَ الماء سلكَ الكهرباء…
حتى حذائي. صاحَ من خلف المذيعِ الناقلِ الأخبار "لا… لا… كلُّ ما قيل افتراء"
وأتيتَ يا أيلولَ تسألُ عن رجالك!
إنهم
سقطوا ليقتسموا الموائد…
ولقد أضاعوا في الأنا ما بين أكتاف الجبال
من أين نأتي نصرنا؟
بهت السؤالُ من السؤالْ
* * *
أيلول عذراً
ما لهذي الأرض من حولي خراب؟
والنورُ في قنديلِ فجرِ الشعبِ شَيءٌ من سراب
والساحة الـ أهديتها وطنا تغابت، أرخَصَتْ
وأنا الخجولةُ.. كيف أوقد شعلتك..؟
والحزن قافلة بظهري كيف أمشي
خلف مجدك هامةً!؟
كيف الأغاني في سمائي ترتجيني والأماني
من عيوني خائفات؟
أيلول عذرا
ألفَ عذرٍ
كيف أرفع رايتك
ويدايَّ ذاويتان في وجع القصيدة
والأفق تخدعه الجهات؟..
أيلول عذراً…
كيف أوقد شعلتك..
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب