الجمعة، 4 أكتوبر 2019

صدفه اجمل من ميعاد بقلم الشاعر اسلام الحاج

"صدفة أجمل من ميعاد"

بينما كنت سانداً ظهري
على الشجرة حاملاً  معي
آلتي الموسيقية المفضلة ،

انتظر شمس الضحى
أراقب نافذتها
محدق بشدة تكاد عيناي أن
يَصيبَهُما الحوَل
لتشرق بوجهها الصباحي
يُفتح الستار قليلاً

يا الله
كما لو أنني لم أرَ النور
من قبل
تضع كفها على وجنتها
ثم تناظر إليّ بإبتسامة
ساحرة تسرق الروح
بلمح البصر  ،

خصلات شعرها البُني تسبحنَ
في الهواء لتجعلني أسرح في
عالمٍ آخر ،

ألتقط الكمان ثم أبدأ بالعزف
تسبقني العصافير بالتغريد
على أغصان تلك الشجرة ،

لا أعلم كيف كان اللحن
لكن بعد لحظات أرى
تصفيقة حارة منها
يطير وشاحها الأبيض
من بين يديها ،

سقطَ بالقرب مني
أسرعت لإلتقاطهِ
وإذا بها تقول
أعدهُ إليّ أرجوك ،

قلت لها
ها هو تعالي وخذيه
لتخرج ضحكة من صميم
قلبي فرحاً ،

رأيتها تعود إلى الداخل
أيقنت أنها قادمة

حاولت تسلق تلك الشجرة
لأفشل أكثر من مرة
بسبب تبللها بالقليل
من قطرات المطر
فجر ذلك اليوم ،

بعد محاولات عدة نجحت
في التسلق إلى الأعلى

ها هي تخرج كملكةٍ
بثوبها الأبيض

دقات قلبي
أحسست أنها تريد القفز
إلى الأسفل

عند وصولها
قالت : أعد إليّ وشاحي
أجبرتني على الخروج
وسط هذا السقيع
توقف عن هذه الدعابة

يا إلهي
وكأن تلك الحروف تخرج
من أفواه طفلة بريئة تحمل
الحب والسلام في عينيها
العسليتان لم أراها عن قرب
مثل هذه المرة

- حسناً سوف أعدهُ إليكِ
لكن لدي شرط واحد فقط

تحدق بعينيها إليّ فتقول
: وما هو أسرع

- أريد البوح بما في قلبي
اشكر هذا الوشاح الذي جعل
حلم الاعتراف لكِ يصبح حقيقة
لقد عانيت الكثير من عذاب
الصمت الذي أصبح كدوامة تعصر روحي كل يوم ،

بينما أتابع حديثي أراها صامتة
تترقب ماذا سأقول

فقلت لها أريد كسر هذا
التردد المستمر لشهور بحجم سنين عجاف

أجمع قواي في كلمة

من أربعة أحرف (أحبك) أدفع
سهم الاعتراف إلى الخلف ثم
أتركه يذهب إليها
أعلم أنه سوف يصيب قلبها تماماً
سقط الوشاح من يديّ سهواً

تدني برأسها تأخذ وشاحها
تصمت لثوانٍ معدودة
في تلك اللحظة
نبضات فؤادي تحدق معي أيضاً
وتصمت وكأنها قد توقفت كٌليّاً
ثم يخرج سؤال آخر من صميم
فؤادي  لا أعلم
كيف نطقت تلك الحروف
هل تحبينني ؟

فقالت : بخجلٍ تام
وإن لم أجيب

كان ردي
أقسم أنني  لن أنزل
من مكاني حتى لو بقيت هنا
لسنوات حينها هنيئاً لتلك الطيور
وهي تنهش جسدي المُلقى

تخرج ضحكة هادئة
من ثغرها فتُعزف على وتر
فؤادي بسحرٍ لا يصدق فتقول

- لا تقل ذلك وأنا أيضاً أحبك

حينها لا أعلم ماذا أقول
قطرات من الدموع تسيل إلى
حقل الفرحة في لحظة
فارقة من أجمل أيام عمري
 
فقالت
أيها المجنون لماذا كل هذه الدموع
يجب عليّ الذهاب الآن
لقد تأخرت

تسارع خُطاها نحو المنزل الذي قدمت منه

تخرج تنهيدة يصعب
عليّ وصفها أو وصف ذلك الشعور.

ليكن قلمي رفيق بوحي
في ذلك اليوم.

اسلام الحاج✒

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *