الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

زاهر حبيب المزهر بالحب بقلم الدكتور إبراهيم طلحة

بقلم الدكتور الأديب/ إبراهيم طلحة
___________________

زاهر حبيب المزهر بالحب

نحفظ أسماء كثير من الشعراء العرب الذين خلدوا في الذاكرة، ونحفظ أسماء قليل من الشعراء الشباب على وجه المقارنة، غير أن شابًّا يمنيًّا تاخم كهولته يكتب الشعر مكتمل الأركان منذ كانت بداياته الشعرية الفتيّة القوية وإلى الآن، فهو لم يبدأ الشعر إلا شاعرًا حقيقيًّا، وهو جدير بألاَّ يغيب عن ذاكرة المتلقين اليمنيين والعرب.. شاعر مزهر بالحب، عرفته من خلال كتاباته البديعة ولم أعرفه شخصيًّا، لكنني أجزم بأن شخصيته الإنسانية من أفضل الشخصيات في الوسط الإبداعي اليمني؛ ذلك أنني سبق وأن تنافست معه في مجال الشعر عبر بعض المنتديات الأدبية والروابط الإليكترونية، وحصل لي شرف الاقتطاع من وقته الثمين لمعرفة جزء من إبداعه الجميل، كما اتضح لي أنني إزاء عالم جليل وليس مجرد شاعر فحسب، بل إنه علاّمة في الفقه وعلوم الدين الإسلامي، يحاول إبراز العلوم التي يكتنز بها من خلال الشعر، ويوصل للمتلقي البسيط علومًا من الأهمية بمكان بواسطة القصيدة التي يفهمها جمهوره العامي والنخبوي؛ كونه يكتب بالفصحى والعامية، وبطريقة ظريفة، تضفي على النص جمال الروح علاوةً على قوة اللغة وخلوّها من الأغلاط الأسلوبية والأخطاء الشائعة، وكأنه يقول لنا: إن بإمكان المبدعين أن يكتبوا باللغة العربية بمستوياتها كل ما يعنّ لهم من أفكار ما دام لديهم قبول روحي للغتهم، بل إن شاعرنا حوَّل الكلمات التي لا تستساغ إلى جُمل وعبارات رائعة،  ليؤكد أنّ اللغة هي اللغة، والألفاظ هي الألفاظ، ولكن العمل على مستعمل هذه اللغة من المبدعين، فاستخدام الألفاظ والتراكيب أمر في وسع الجميع، ولكن استخدامها بطريقة جميلة أمر لا يجيده إلا شاعر جميل، كزاهر حبيب المزهر في قصائده بالروعة والمسكون بالحب. زاهر حبيب شاعر متكامل ولغوي وعالم ومثقف، يحصد القلوب ببديع حرفه ورفيع خُلُقِه.

مثال شاهد من صفحته:

ذُو الـــــــــــــــــــنَّـــــــــــــــــــــوْح
.
.

وَيْـحَـهُ الـقَـلْـبُ، هـائِـمًا ظَــلَّ حَـتَّـى
داهَــــمَ الــحُــبُّ نَـبْـضَـهُ ثُـــمَّ حَــتَّـا
.
.

هـائِـمًا ظَــلَّ، والـمَـدَى عَـنْهُ يَـحْكِي
لِــلْـمَـتـاهـاتِ أنَّــــــهُ قَـــــدْ تَـــأَتَّــى
.
.

ها هُوَ الآنَ في صَدَى "لَيْتَ" يَمْضِي
والـنِّـهـايـاتُ فــــي أمــانِـيـهِ شَــتَّـى
.
.

هـــا هُـــوَ الآنَ قــابَ "مِـيـمٍ" تَـدَلَّـى
يَـذرفُ "الواوَ" يَرتدي شَهْقَةَ "التَّا"
.
.

كُـلَّـمـا قـــالَ لَـيْـتَـنِي.. فَــزَّ جُـرْحِـي
قــائــلًا: لَــيْـتَ لِـلْـهَـوَى مـــا الـتَـفَـتَّا

.
.
.

أيُّـهـا الـقَـلْبُ.. حِـينَما سِـرْتَ _صَـبًّا_
تَـرْكَبُ الـبَحْرَ، لَمْ تَكُنْ كـ (ابْنِ مَتَّى)
.
.

حَـيْثُ لا حُوتَ في الهَوَى.. فَلْتَدَعْنِي
أَرْوِ لِـلْـعِـطْـرِ والــنَّــدَى كَــيْــفَ مُــتَّــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *