*دعوة حضور*
لكل خائن ساوم بوطنه وأرضه ....
يتشرف حرفي بأن يهجوك الليلة علانيةً وأمام الملأ
عند تمام إكتمال نصاب الوجع
وعندما تدق مآذن الجوامع
وأجراس الكنائس
هذا أن تبقى عندنا جامع
أو إن تبقت على أرضنا كنيسة
لم تساوم أنت أيها الخائن بها ..
يسعدني جداً أن أدعوك
لتتناول الليلة القهر برفقتي
فليس من العدل أن أتجرعه
كل حينٍ بمفردي ...
تفضل وإجلس على كرسي ضيف الشرف لحفلي
تفضل بالجلوس وإن لم تكن شريف....
أي صنف من الدم تفضل أن تشرب?
دمٌ مراقٌ على الأرض
أم تحبهُ متجمدٌ
ك ذاك الذي تجمد في عروقنا منذ زمن ?
لا تخجل وأخبرني أيهما تحب
فمثلك من عشاق شرب الدم
أصبحوا كثر
ولم يعد هذا الأمر بغريب ...
إعذرني أيها الخائن إن كانت الوجبة التي سأقدمها إليك
دون عيش
أو ملح
فخائن مثلك لا يملأ بطنه
شيء
ولا يحمل في نفسه جميل العيش والملح .
أشبعت ?
أم أغدق عليك العطاء
وأطعمك
وجعٌ أكثر
وجع من ذاك الذي جرعتنا إياه
لدهور
وكن مطمئن لن أتدخل أنا في إعداد وجبتك التي ستأكل منها الليلة
كل صنف بهذه الوجبة
سبق وأعددتها أنت لنفسك بكلتا يديك
دون أن تدري ..
هيا لنخرج للحديقة
نشتم بعض الهواء سوية ً
ولكن إعذرني أن كان الهواء ملوث
وغير نقي
فقد سقطت قذيفة قبيل دقائق هنا بالقرب منا
ومازال أثر البارود عالق بين ذرات الهواء
ضع كمامةً على أنفك
إن ضايقتك هذه الروائح
ولم تعتادها مثلنا .
معذرة لقد نسيت مجدداً
إن الحرب أكلت حديقتنا ...
وسرقت كل الأطفال الذين كانوا هنا البارحة يلعبون بها .
أيها الخائن إنظر
تلك التي تقف في آخر الطابور بتعب
هي أمي
تنتظر كسرة خبز لنأكلها قبل أن ننام
أدعُ الله معي أن لا ينفذ الخبز قبل أن تصل أمي
ك العادة .....
وذاك الرجل الكادح أمام عينيك
أتراه ?
إنه أبي
عمره
فوق السبعين عام
ومازال يحمل الأحجار على ظهره
مقابل بعض الريالات يجنيها آخر النهار
بشرف
كم أحب أبي ...
وبالمناسبة
أيها الخائن
إذا وجدت أن الثمن الذي بعت به وطنك ليس كافياً
سأخبر أبي أن يجزل عليك العطاء
من ما كسبه بشرف
فأبي كما أخبرتك من قبل
كريمٌ كريم .
هند 🎼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب