الاثنين، 21 أكتوبر 2019

بائية بقلم الشاعر يحيى حزام الحايطي

بائية

رأتني فقالت وجهُك اليوم شاحبُ
ولونُكَ مصفرٌ  وحالُكَ         تاعبُ

فقلتُ دعيني يا ابنة العمِ إنني
أصارعُ في دنيايَ والهمُ  غالبُ

فما زالت الدنيا وإن طالَ ودُها
عديمةَ ودٍ كم شكى الهجرَ طالبُ

لها فتنةٌ تُسبي القلوبَ بحسنِها
وليسَ لسلطانِ الغوايةِ حاجبُ

يهيمُ بها الإنسانُ عشقاً      وإنها
لساحرةٌ والمرءُ في السحرِ راغبُ

يتاجرُ فيها كلَ      يومٍ     وليلةٍ
على مبدأ النياتِ تُوتى المكاسبُ

فمن بعد عقدٍ رابعٍ قد     بلغتُهٌ
لقد علمتني من لظاها التجاربُ

(نعدُ الليالي والليالي تعدنا)
وما مرَ من يومٍ عليكَ يحاسبُ

عجبتُ لمن يمضي عليه زمانُهُ
تمر الليالي وهو في اللهو لاعبُ

وأعجبُ منهُ ظالمٌ ليس يرعوي
وما ردهُ من جانبِ الحقِ جانبُ

وأعجبُ من هذا ومن ذاك أن ترى
غوياً رهينُ الطيشِ والرأسُ شائبُ

على حسبِ أخلاقِ الفتى يُوضَعُ الفتى
على ما تربى أو على من يصاحبُ

فصحبةُ أهلِ الخيرِ تاجٌ ورفعةٌ
وصحبةُ أهلِ الشرِ فيها المتاعبُ

ومن لم يكن في جانبِ العيشِ ليناً
تزاورَ    يوماً عن حماه     الأقاربُ

ولا خيرَ فيمن ذاعَ في الناسِ شرُهُ
ولا تُرتجى من جانبيهِ     المطايبُ

إذا شحَ كفُ المرءِ عن ظهرِ نعمةٍ
يهونُ إذا لمت عليه     المصائبُ

ومن جادَ مما تكتنفهُ    يمينُهُ
يُفدى إذا جارت عليه النوائبُ

إذا رقَ طبعُ المرءِ زِيدَ احترامُهُ
ويبقى خليلاً إن دنا  أو يجانبُ

تدومُ وتبقى سمعةُالمرءِ في الورى
بخيرٍ  بسوءٍ  إنما     الوقتُ كاتبُ

وكلُ جهولٍ لا يرى عيبَ نفسهِ
ولكنهُ في حرمةِ الناسِ  عائبُ

ولي عندَ أصحابِ العزائمِ مطلبٌ
تراودني وصلاً إليها      المناقبُ
ِ
إذا كنتَ ممن يطلبُ المجدَ سلماً
ولم تكُ ذا  عزمٍ   فإنكَ     خائبُ

وما كلُ من رامَ  الأماني ينالها
تحولُ الليالي دونها والمعاطبُ

الأستاذ / يحيى حزام الحايطي.
                     2019/10/21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *