السبت، 16 نوفمبر 2019

نفخٌ في الرماد بقلم الأديب امين العماري

نفخٌ في الرماد

أنا لم أعد أدري بأي طريقةٍ
أبكي ، وكيف يكون لون بكائي

الحرب دمرت البلاد ولم يعد
لي موطنٌ إلا حروف ندائي

كم مرةٍ سنموت ليس لنا يدٌ
تغتالنا إلا يد العملاءِ

النازفون شعورهم بحروفهم
يتملقون لسيءِ الإملاءِ
.
.
وجعٌ توارث في البلاد ، وآدمٌ
أوصى العناء بأن يكون ردائي
.
.
أنا متعبٌ يا معشر الشعراء ، هل
من موطنٍ لا يستلذُّ عنائي؟
.
.
عبثاً أخطُّ الحرف دون نتيجةٍ
ما تصنع الأشعار في الضوضاءِ
.
.
هذا الذي بدمي يؤجج نبضهُ
أنّى لحرفٍ أن يكون دوائي
.
.
جيلٌ تخطَّفَهُ الزمان ولم يعد
يدري متى سيكون في العلياءِ
.
.
مرت عليه الأمنيات ولم ينل
منها سوى أضغاث حلمٍ نائي
.
.
إن ثار كان الموت جائزةً لهُ
أو نام مات من الأسى والداءِ
.
.
هو ميتٌ في الحالتين،ألا ترى
كم ميتٍ يدعى من الأحياءِ؟
.
.
قدرٌ هو الخوف الذي بقصيدتي
قدرٌ هو الرعب الذي بدمائي
.
.
ها كيف اقتنص الحروف وكلما
أمسكت حرفاً كان فيه فنائي
.
.
حتى القصيدة لم تعد مجنونةٌ
صارت تخاف اليوم من إردائي

من كان حراً في ابتداء قصيدةٍ
اليوم لا يقوى على الإيفاءِ
.
.
قد كنت أبقي للحوادث أحرفاً
فيها أخط سعادتي وشقائي
.
.
واليوم حرف قصيدتي ينتابهُ
وجعاً من التقييدِ والإيماءِ
.
.
أقسى المواجع أن تحاصر شاعراً
كي لا يغرّد في سما الشعراءِ

أمين العماري
١٦ نوفمبر ٢٠١٩م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *