الأحد، 3 نوفمبر 2019

من الصميم بقلم. المبدع /إسلام الحاج

*من الصميم*

طاولة خالية من أي أحد ماعدى
تلك الريشات المتساقطة
عليها مِن أوراق الخريف
هدوء يعمُّ المكان ،

أخطو قليلاُ حتى وصلت إلى تلك الطاولة

حيرة من أمري
هل أجلس عليها أم لا
لكنني فعلت في نهاية الأمر

سكون لبرهةٍ من الزمن
لم أفكر بشيءٍ قط وكأن شيئاً
سيحدث كما يُقال هدوء
قبل العاصفة ،

أغلق جفوني
سرعان ما فاقت مِن سكونها في
نفس اللحظة على صوتٍ آتي
من تلك الفتاة التي جعلت روحي
يستشعر كل شيء يحدث معها ،

ذلك القلق يطرق الباب وبقوة
دقات قلبي تتسارع
يا الله ماذا يحدث !

أمسك قلمي فأكتب في تلك الورقة
- هل أنتِ بخير ؟
ثم أربط تلك الورقة على
رِجل ذلك الطائر ليحملها
إليها

هاهو يطير إليها
مع أمنيات ترجو أن يحمل أثناء عودتهِ أخبار سارّة

الساعات تمرُّ
الواحدة تلو الأخرى
الشمس قاربت على الغروب
قررت العودة إلى المنزل
بدلاً من الجلوس منفرداً
في ذلك المكان ،

إنها الساعة الواحد
بعد منتصف الليل والأفكار
تدور عليّ بضوضاءٍ مزعجة
للغاية
ذلك الطائر لم يعد إلى الآن

أذان الفجر يزيح تلك المخاوف
ذهبت إلى الصلاة في المسجد
القريب من المنزل
وعدت بعد إكمال صلاة
جماعة ،

عادت الهواجس من جديد
بل أنها أزدادت حدتها أكثر من قبل

تمرُّ الأيام حتى وصلَت إلى الرقم
عشرة
ليس هناك أي جديد فيها سوى
أنها جعلتني ألتزم
الصمت والحيرة
طوال الوقت ،

بل أن السهاد كان
يرافقني أيضاً في كل ليلة ،

بينما أنا  خارج من المنزل
في ظهيرة ذلك اليوم
فإذا بالطائرِ يرفرف بجناحيهِ ليقف على كتفي

أصابتني فرحة عارمة
ورجفة في آنٍ واحد
حتى أنني لم أستطع
فتح ذلك الجواب بسهولة

جاء فيه

- السلام عليكم
لا أعلم من أين أبدأ
أو ماذا عساي أن أكتب
وهل كلمات الشكر في حقك
تكفي
لا ابداً
سؤالكَ عني هذه المرة 
كان لن يلقى إجابة

أتدري لماذا ؟
لأنني كنت سأفارق الحياة
ولن ترى زهرتك مجدداً
أنا في حالة جيدة
أرجوك لا تقلق
كُن بخير.

في كل حرف أقرأهُ
تسقط أدمع الفرح
وتستقر في حقول الإشتياق
تنبت زهور وردية على جدرانِها أيضاً
يا إلهي
الدنيا بأكملها تبتسم لي
حتى الأرض التي أنا واقفٌ عليها
أحسست أنها سّحُب لأن قدماي لم أشعر فيهما في تلك اللحظة ،

أمسك ذلك الطائر
فقلت لهُ
شكراً لكَ ياصديق
فقط أريدك أن تُرجع هذا الجواب
مرة أخرى

أخرجت قلمي فكتبت خلف ذلك
الجواب

سترقص النجوم فرحاً عمّا قريب
وسيخلد حبنا على صفائحٍ
من نور
إنني في طريقي إليكِ
يا فراشتي الجميلة.

إسلام الحاج✒

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *