السبت، 23 نوفمبر 2019

وحدي .. وتلهثُ خلفي الخلواتُ بقلم الأديب امين العماري

( وحدي .. وتلهثُ خلفي الخلواتُ )

وحدي ولا شيء سوى الأمواتُ
أبكي ولا يجدِ الصدى أصواتُ
.
.
وحدي واوجاع البرية في دمي
من ذا يعير دمي فماً ودواةُ؟!
.
.
وحدي ولحن قصيدتي يغتالهُ
وجع البلاد ، ألا ترى كم ماتوا؟
.
.
والجوع ينهش في الذين تخلّفوا
لا فرق بين الجوع والغزواتُ
.
.
وطنٌ بلا مأوى وشعبٌ يرتجي
من قاتليه الماء والأقواتُ
.
.
عصفت به الثورات خيّب ظنهُ
كل الذين تسلقوا الثوراتُ
.
.
وضعوه في جب المذلة وانثنوا
يتقاسمون الأرض والثرواتُ
.
.
هذا لمن صعد المنصة معلناً
ارحل ستعشب بعدك الفلواتُ
.
.
هذا لمن في النوم أبصر خالداً
في الثائرين يبارك الدعواتُ
.
.
هذا لمن في الجمع صرّح قائلاً :
(أحرجتمونا) والحشود رواةُ
.
.
رحلوا جميعاً لا بقاء لخائنٍ
عرّتهم الأحداث والسنواتُ
.
.
لم يُبْق لي وجع البلاد مشاعراً
أخرى ، تعبر عن هوىً وهواةُ
.
.
إن رمتُ قول قصيدةٍ غزليةٍ
قال الأنين اما كفى نزواتُ؟
.
.
وتقول لي بنت الفؤاد : ألم تكن
ذا أحرفٍ تشتاقها الحلواتُ؟!
.
.
وجعي لأحزان البلاد أحالني
حرفاً ترافق حزنه الخطواتُ
.
.
إن سرتُ سار معي كظلٍ دائمٍ
نتقاسم النكسات والكبواتُ
.
.
وطنٌ يلاكُ بألسنٍ مسمومةٍ
يا للفضيحة كم هوت قنواتُ
.
.
يستعذبون بنشر أوجاع لنا
والموجعون لنا هم الأدواتُ
.
.
أسفي على شعبٍ يقاتل بعضهً
بعضا لكي يُرضي بذا (الرخواتُ)
.
.
عجبي عليهم كلهم شهداء كم
في الأرض من متخلفٍ وغواةُ
.
.
عد بي لمسجدنا القديم فإنني
قد ذقتُ فوق حصيره الصلواتُ
.
.
هو موطنٌ في اللوح خُطّ بأنه
لا يقبل الغازين والبهواتُ
.
.
من يجهل التاريخ يسأل عارفا
كم ها هنا نذلٌ قضى وحواةُ
.
.
الحافظون الأرض ثمّة موعدٍ
ستقام فيه بإسمهم صلواتُ
.
.
وحدي أطرز بالجراح قصيدتي
وحدي وتلهثُ خلفي الخلواتُ
.
.
وحدي وأوجاع البرية في دمي
من ذا يعير دمي فماً ودواةُ؟!

أمين العماري
٢٣ نوفمبر ٢٠١٩م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *