أين أنت من التقدم بقلم الأديب محمد عبدالقدوس الوزير

أين أنت من التقدم
🌍🌍🌍🌍
أخي/اختي.. صديقي رفيقي نظيري..
إن الحياة لاتقف من أجل أحد، والزمن لايتعامل إلا مع الادوات الفاعلة،  والكون الدوار في فلكه يسبح تحت أمر الله تعالى.
في مجاهيل الارض ودهاليز الكهوف خرجت المخلوقات ناشرة قوتها متحدية من يعاندها، فارضة قرارها وإن كان غير مكتوب،  لكنه أصبح في دساتيرها،  تمضي به وتسير عليه.
خرجت الصين عملاقة بشعب واحد الصورة لاتكاد تدرك هذا من هذا إلا بالبصمة والتحليل المخبري، وهم كيأجوج ومأجوج، قومٌ كثرٌ عاملون. بلغوا المليار ونصف مليار بين ذكر وأنثى ذوي وظيفة واحدة،  ألغت الفوارق الجسدية التكوينية،  وكلفت الجميع بناء الصين العظيم.
خرجت الهند من وصاية انجلترا وكانت لاشيء فغدت أمة مليارية يحسب حسابها.
وخرجت آسيا من عباءة الاستعمار ومن كهنوت الحاكم الفرد.
خرجت أممٌ ماكنا لنسمع عنها وقوميات لم نعرف تاريخها إلا من خلال تفاعلها الحي مع القوة والوجود.
وركع العربُ وخنعوا وخضعوا وتقوقعوا وانبطحوا،  يركضون بعد شهواتهم القصيرة أياً كانت وبأي ثمن،  وهم عالة على العالمين،  أمةٌ إستهلاكية فقط تأكل من موائد الآخرين،  وتستقدم المستخدمين لرعايتها الآنية الزائلة.
واليوم لابقاء إلا للأقوى، فأين أنت وما موقعك وأنت تتربع على كنز عظيم من الثروة المالية والبشرية في محيطك،  ولكنك لاتقوى على شيء .
فمتى تصير أيها العربي شيئاً يذكر؟؟!!
******
محمد عبدالقدوس الوزير
18/11/2019م