خَـلـَّد حـروفك للأجيال يا قلمي
بمدح أحمـد خير العـرب والعجـمِ
وانشر فضائلـه في قلب جـاهـلها
واغرس محبتـه في سائـر الأمـمِ
وصغ قلائد مـدحٍ في محاسنه
واجعل جواهرها من عسجد الكلمِ
محمدٌ نعمة المولى ورحمتـه
للعالمين وأوفى الخلق بالذمـمِ
أبهى الورى خُلقا أندى الأنام يدا
أجلهم نسبـاً والشاحذ الهممِ
محمدٌ لم تـر الدنيا لـه شبـها
في منتهى الحسن والأخلاق والقيم
الحلم والعفـو والإحسان ديدنـه
وغير رضـوان رب العرش لم يـرمِ
في يوم مولده كل العروش هـوت
وكم تحطم من طاغٍ ومـن صنمِ
أتـى ينـيــر بنـــور اللــه مـجتـمعـا
من ظلمة الجهل والإملاق والسقمِ
أتى وأغلب أهل الضاد في خورٍ
مـا بين رومٍ وفـرسٍ شـر منقسمِ
قد جـاء والناس تحيا دون بوصلة
والكل يسرح في دوامة الظلـمِ
أعـاد للمـرأة الــدور الــذي فقــدت
وفـكَّ عنـها قيــود الظـلم والألـمِ
وأصبحت كـأخيـها فخـر أمتـها
وحسب فطرتها نـارٌ على علـم
وهَلَّ كالغيث فالأرواح مُجدبة
وكل قلبٍ لغيث الهاشميِّ ظمى
النـاس في شرعـه صـاروا سواسية
لا فـرق مابين أهـل الضاد والعجمِ
وجـاء يـعلن للـدنـيا بــرمـتـهـا
لا مجـد للسيف إن المجـد للقلـم
ذاك الـذي فزعـا في يـوم بعثتـه
أتـى خديجة ذات الحلم والكـرمِ
فطمأنتـه بقــولٍ كلــه درر
لن يُخزيَ الله عبدا فاح بالشيم
ألست خير أميـنٍ في تعاملـه
وفي الحديث صدوقا واصـل الرحمِ
وتحمل الكلَّ عونا للأنام على
نوائب الحق لم تشمت و لم تَضِمِ
ما كان كَلَّاً بيومٍ في معيشته
بل عاش من رعيه للنوقِ والغنمِ
ويسحر القلب والأسماع منطقه
جوامعا قد حباه الله في الكلمِ
وكيف يقدح في الماحي وسيرتـه
من لم يعاشره أو من عن هـداه عمي
هيهات في شرف الأنساب من رجلٍ
أو في المكارم كالمختار في عِظمِ
لنفسه لا يرى فضـلا على أحدٍ
سليل مجدٍ عظيم الفضل والكًـرمِ
من صفحه الصفح عبر الدهر مُنذَهلا
وكم بسحرٍ وبالإفك العظيم رُمي
قد حاز بالعفو والإحسان منزلة
عظمى وحبه في كل القلوب نُمي
محمدٌ حبه طول المدى شرفٌ
و مـدحه بهجة الوجدان والقلمِ
دقات قلبي بحب المصطفى ثملت
فكيف أكتم حبا غير منكتمِ
إذا ذكرتُ حبيب الله في مـلأٍ
يزول همي ولاح النـور ملء فمي
ما اعظم الشوق للماحي وطيبَتـه
وما أجل اشتياق القلب للحـرمِ
إني لأعجب ممن ظـل مـدعيـا
هـواه لكن بما قد جاء لم يقـمِ
وشـذ عنــه جهارا في تعاملـه
فكيف يهـواه قلب غير ملتـزمِ
وكيف يهواه من فاحت مساوئه
ولـم يصل مـرةً لله أو يصمِ
أزكى القلوب بحب المصطفى ثملت
ووفق نهجـه تمضي صفـوة الأممِ
صلوا على المصطفى في كل ثانية
والآل والصحب من عرب ومن عجم
✒ وليد احمد الزبير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب