(مما رواه جدي )
✍/جبر مشرقي ▪
________________________
ليست حكايتي
قال:
جدي
كانت الأرض خصبة
والأمطار تقبل أوجانها
والسيول تنساب على كفوفها
والسنابل تحادث الرياح
كنت أتداوى بالأعشاب التي كانت تنبت حول دارنا،
كنت وكنا نبلل شعيرت رؤوسنا بالماء، فننزل عليها(بالموس)
فتصير كأرض جرداء،
لم يكن عندنا عالم (الموضات)
-لقص الشعر- ولم يكن عندنا (مكائن) للخياطة تنسج لي(جينز التفحيطة) أو(مشكلني)
كان لي شيئا تقليديا يسمى(إبرة وخيط) أرقع بها ثوبي التي تزوره خمسة أعوام وهو يرافق جسدي ،
وكل صباح أذهب للمزرعة في إبطي(المذياع) لأتونس بأغنية(للحارثي)
بقصة مضحكة
بأحوال الطقس
كنت لا أسمع بهذه النجاسة
عفوا _ أقصد السياسة
كنا مع بعض رجالا ونساء
لا نعرف الغزل
وكنا نبتسم للسحابة فتعطينا المطر ونهز الشجرة فتعطينا الثمر وكنا نأخذ(قارورة) بها (قاز وفتيل) فتضيء لنا الدار لنتسامر على هسهسات أغنيتها.. ونقص حكايات خرافية،
كانت الحياة عندنا حياة
لا نعرف الآه ولا الآح
قلت : ياجدي
سقى الله زمانكم؛
اليوم الوضع مختلف
عندنا(تكنولوجيا)
وواتساب وسناب
تويتر وفيس
جينزات وقصات
وإعلام وسياسات
عندنا شيء أجمل
مما كان عندكم
غلاء الأسعار
وليس الجار للجار
وتخريب ودمار
ونهب في الاستثمار
ورصاص كالأمطار
وعروبة صار ذكرها عار وعار
والدين مستعار
لا أمن ولا استقرار
قال : جدي
معذرة
يابني لا أدري ماذا تقول ؟
فلقد صرت أنا شيخا مخرفا
ولم أفهم شيئاً من كلامك
فلقد ذهب بصري
قلت :
لا عليك ياجدي
الأعمى حاليا أحسن حالا من الذي يبصر،
فلْتنم ياجدي بسلام .... والسلام •
_______________________
✍/ جبر مشرقي •
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب